تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجــاهليــــــــة

رؤيـــــــة
الاربعاء1-7-2009
سوزان ابراهيم

« حوار الحضارات» عبارة أتخمت نشرات الأخبار والتحليلات والتعليقات, بحيث غدت عبارة تستخدم للثرثرة الإعلامية، أو تشير إلى دريئة نصوّب عليها فحولة الكلمات ، لأن الواقع لا يتعافى كثيراً.

أما « تحالف الحضارات» فهو عنوان جديد لم يطرق بوابات الإعلام بقوة على ما أعتقد ، إنها مبادرة إسبانية تركز على المعرفة أولاً كأرضية للحوار، من خلال رؤية واقعية شاملة للتعاون في مختلف المجالات.‏

«خيما مارتين» مديرة مؤسسة البيت العربي في مدريد تؤكد تشخيصاً دقيقاً للفجوة المتسعة بين الحضارات أو الثقافات فتسميها «الجاهلية المتبادلة» وهذه الجاهلية تعمل على تكريس صور وأفكار نمطية مسبقة ، وتعزز مشاعر الفوقية ، وتزرع المخاوف ، وتذكي الشكوك، علينا أن نتحاور، لذا لابد من الوقوف على أرضية واحدة، ومستوى واحد من الرغبة والإرادة والفهم.‏

الإنسان عدو مايجهل ، هكذا تصبح المعرفة ذات أهمية بالغة كقاعدة لانطلاق الحوار بعد أن نخلع عند عتبة الدخول رداء الفوقية، ونستبدله برداء احترام خصوصية ثقافة الآخر.‏

مبادرة «تحالف الحضارات» مبادرة شاملة للثقافة والدين والتربية والمجتمع والشباب ، أساسها أن قيم الحضارات تلتقي جميعها على التسامح والتنوع والاحترام المتبادل.‏

إن غادرنا الأمر على مستوى الحضارات والدول، وحاولنا الانقلاب عكسياً نحو الداخل، فأي حوار وأي تحالف نبنيه فيما بيننا؟ ألسنا نتناوب أنخاب « الجاهلية المتبادلة» ؟.‏

ألا يتحصن كل في موقعه، ليصب جام فوقيته على «آخر» يفترض أنه لايحترم خصوصية «الأول»! أي معرفة نبنيها وكنانة كل منا متأهبة بسهام أين منها الإبرالسامة التي طورتها بريطانيا وكانت تنوي استخدامها في الحرب العالمية الثانية!‏

حوار الحضارات أو تحالفها أو.. أو.. ضروري لنزع فتيل الصراع والحرب والسيطرة ، فماذا عن حوار الأشخاص والأفكار والتيارات والمدارس...؟ كم من الجهد يلزمنا لتجاوز حالة التجاهل المتبادل، التي لا تولد إلا الخوف، فالتقوقع، فالتعصب، فالنزاع..! بالمناسبة هل كان منصفاً من أطلق على عصر ما قبل الإسلام تسمية عصر الجاهلية؟‏

suzani@aloola.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية