تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التعــــليم..رافعــة الأهــداف التنمــوية

مجتمع
الجمعة22-1-2016
يعد كتاب تعليم الكبار والتعليم للجميع كتابا توثيقيا تحليليا مرجعيا في بابه ،يجد فيه الباحثون مسيرة سورية والدول العربية في سعيها إلى استئصال هذا العدو الداخلي متمثلا في الأمية ،الكتاب صدر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب تأليف الخبيرة في محو الأمية وتعليم الكبار غادة الجابي ومراجعة الأستاذ الدكتور محمود السيد الذي بين أن أهمية هذا الكتاب تتأتى من منهجيته العلمية إذ أنه حدد المصطلحات

ثم وقف على تعرف الجهود المبذولة في ميادين محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم للجميع في سورية والوطن العربي والعالم وذلك عبر المؤتمرات والمنتديات والملتقيات وعبر المجالس والشبكات العربية والدولية في الوقت نفسه،ولم تكن المعالجة في الكتاب لتقتصر على الجهود المبذولة على الصعيد الرسمي وإنما عرض الجهود التي بذلتها المنظمات غير الحكومية‏

لايسع المرء إلا أن يحيي الجهود الكبيرة التي بذلتها الخبيرة القديرة غادة الجابي على هذا الإنجاز الهام الذي يفخر به جيلنا لموضوعيته وشموليته كما ،ستفخر به الأجيال القادمة لتوثيقه الدقيق لما حدث في ميادين محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم للجميع بقلم خبيرة مارست وعانت وثابرت واجتهدت وأخلصت وأتقنت ،فكانت بحق مثالا في الجدية والوفاء والاهتمام والعطاء‏

يحتوي الكتاب على سبعة فصول كل فصل يضم عددا من المحاور :‏

الفصل الأول تعريف وتقديم والفصل الثاني محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم للجميع في الجمهورية العربية السورية تاريخا وإنجازات من خلاله سلطت المربية الجابي الأضواء على الإنجازات التي تمت في كل مجال من هذه المجالات ،ونوهت أن التربية في سورية قد بدأت منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد تقريبا في مملكة إيبلا في محافظة إدلب .‏

لعل الواقع العام في محاولات محو الأمية لتعليم الكبار على المستويين الكمي والنوعي يعبر عن الجهود التي بذلت والتي دعمتها الإرادة السياسية متمثلة في حزب البعث العربي الاشتراكي والمعنيين في الدولة من جهات رسمية ومنظمات شعبية ،والتشريعات المتقدمة,وآفاق التعاون مع المنظمات الوطنية والعربية والدولية والاستراتيجيات المعنية بالتربية ,‏

هذا الفصل قدم التعرف على التشريعات الخاصة بمحو الأمية ,بالمجلس الأعلى لمحو الأمية -عرض الإنجازات في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ,تنفيذ مشاريع تجريبية في إطار المواجهة الشاملة للأمية ,وأيضا التحليل الكمي خلال العقد السابع والثامن ومواكبة تطور مفاهيم محو الأمية وتعليم الكبار إضافة إلى دور منظمة الإتحاد النسائي في مجال محو الأمية زائد التطور النوعي منذ بداية التسعينات ، التعليم للجميع تاريخا وإنجازات ،المؤتمر التربوي الثاني لتطوير التعليم 1998 _الأهداف الوطنية في الخطة الخماسية العاشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية _تحليل الوضع الراهن للواقع التربوي _أهداف التعليم للجميع _واقع المؤسسات التعليمية في الجولان السوري المحتل ،الأضرار التي لحقت بقطاع التربية بين عامين .‏

أما الفصل الثالث تناولت من خلاله الباحثة المؤتمرات التي عقدت على الصعيدين العربي والدولي في مجال محو الأمية ،وبينت التوصيات التي دعت إليها تلك المؤتمرات موضحة ما نفذ منها كما وأشارت إلى العوائق التي حالت دون تنفيذها على الصعيدين العربي والدولي .‏

بينما الفصل الرابع تناول المؤتمرات التي عقدت في مجال تعليم الكبار على الصعيدين العربي والدولي مبينة القضايا التي عالجتها تلك المؤتمرات والنتائج التي توصلت إليها .التعليم ليس بمعزل عن الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، بل يتكامل معها ،يؤثر فيها ويتأثر بها وعلية فإن البيئة الاجتماعية هي جزء من عملية التعليم ، والمجتمع نفسه أيضا _ لهذا رأت الجابي أن تعليم الكبار مسؤولية وحق :مسؤولية الدولة لاتسقط عنا ،وحق للمواطن وواجب عليه مباشرته ،وهو السبيل لأداء الحقوق العامة وسلاح المشاركة الفعالة في أحداث المجتمع .‏

وأما الفصل الخامس فعرضت فيه تطور التعليم للجميع من خلال المؤتمرات والمنتديات التي عقدت له ،وعرجت على الفعاليات والتوصيات التي خلصت إليها تلك المؤتمرات والمنتديات .‏

والفصل السادس ركز على المجالس والشبكات العربية والدولية في ميداني محو الأمية وتعليم الكبار مبينة المناشط والفعاليات التي تمت في هذين الميدانين .‏

والفصل الأخير ركزت فيه على التنمية البشرية _توصيات ومقترحات .‏

ومهما يكن من أمر فإن التعليم هو حجر الزاوية في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية وأداة حاسمة من أجل مكافحة الأزمات التي يتعرض لها الإنسان مهما كانت .‏

علاء الدين محمد‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية