|
صفحة أولى وجنيف بات حديث الساعة، وكل طرف دولي يحشد ويهندم ويضع المساحيق على أدواته كي يقدمها طرفاً تفاوضياً مع الحكومة السورية التي استمدت وتستمد شرعيتها من الشعب الذي يدعمها ويساندها. فأميركا تريد استنساخ «المعتدلين» في الجنوب بعد إخفاق الموك بعملها، وعدم تحقيقها أي نتائج مأمولة، وبعد أن تبددت أطياف أولئك «المعتدلين» في الشمال وغاب ذكرهم، خاصة وأنها استقدمتهم كما تقول لمحاربة الإرهاب، فيما الحقيقة غير ذلك، وأقلها أن واشنطن تأتي بهذه «المساطر» لمحاربة الحكومة، وكلما اقترب موعد انعقاد المؤتمرات الدولية الهادفة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، بهدف فرض واقع معين، لكن الحسابات شيء وما يحدث على الأرض شيء آخر تماماً، فواشنطن تعرف أكثر من غيرها أنها لم تتبن أي استراتيجية واضحة للقضاء على الإرهاب كما ادعت، وهذا ليس تحليلاً إنما شهادة أدلى بها جون ماكين الذي انتقد سياسة بلاده بهذا الخصوص. لكن خطوط وتعرجات المشهد الجديد التي تمليها وترسمها الأطراف الدولية الفاعلة هي الباقية على خريطة الأحداث، ولاسيما أننا شهدنا في الأيام الأخيرة تراجعاً واضحاً في مواقف بعض الجهات التي كانت تشكل رأس الحربة في تأليب الآراء ضد سورية وحكومتها، وهذا يدل على شيء واحد، وهو أن سحر السحرة في مؤسسة صنع القرار الأميركي انقلب عليهم، وسوف يتابع تدحرجه حتى يصل إلى ممالك الرمل التي لم تتوقف عن استفزازاتها وتفردها في اختيار المجموعات المعارضة بعد، حيث سترسل أبرز إرهابييها مما يسمى جيش الإسلام للجلوس على طاولة الحوار في جنيف دون أن تأخذ بعين الاعتبار أن من تلطخت يديه بالدماء لا يمكن أن يحقق مطالب الأشخاص والجهات التي ذهب من أجلها إلى المؤتمر، كما أنها لم تأخذ بعين الاعتبار الانتقادات التي وجهها دي ميستورا لها في هذا الشأن. «إن بدأت»..يومان يفصلانا عن محادثات جنيف التي سبقتها اجتماعات ولقاءات في سويسرا وروسيا، والهدف إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، لكن لن يكون هناك أي حل مادامت هناك جهات إقليمية ودولية ترعى الإرهاب وتدعمه وتدفع بأدواته لتمثيل السوريين.. |
|