|
ثقافة وصية من مات دفاعاً عن أرضه... هل تلحظ... أم أصبحت طي النسيان، الإهمال والتقصير؟. هل يكفي عندها مجرد الحكي عن وجع.. إظهاره إلى الملأ، المجاهرة به، وصولاً والتقاطاً لإراحة الضمير... أو ربما تعلقاً ببعض من أمل... بعض من بقايا حلم... هواجس تنقلك مابين الفعل التنفسي وبين التبشيري التحريضي للفن. لدى تلقيك عرض (الوصية) أفكار تجعلك على تماس مباشر لطرح تساؤل عن دور الفن في ظل القضايا الكبرى. تشبك الحكاية في العرض المسرحي الراقص (الوصية) الذي قدمته فرقة نداء الأرض ضمن احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م في دار الأوبرا، إخراج زيناتي قدسية، تأليف: محمد صوان.... تنسج تلك الحكاية لتصبح بتلاوين راقصة... وكأنما الأصل في العمل هو تقديم تلك اللوحات الراقصة بلبوس حكائي سردي. العمل يسرد ببساطة قصة فلسطيني لاجىء يحلم بالعودة إلى موطنه.. عبر تفاصيل الحكاية يتم تمرير رقصات مستمدة من التراث الفلسطيني، تفاعل معها جمهور الصالة غاية التفاعل. إذاً هل حقق العرض بذلك بغيته.في ردود أفعال واضحة جلية أتى بها المتفرجون... المتفاعلون... المنفعلون... وطبعاً تبقى (الفاعلون) على غيرهم... تؤول إلى غيرهم... إلى من هم خارج الصالة. والحال كذلك.. ألا يؤكد هذا أن هكذا نوعية مسرحية تبقى ضمن دائرة العمل التنفيسي.. على الرغم مما فيها من نبضات تفاؤلية تحريضية. توظيف التعبيري ومزجه في بنية العمل ككل محاولة تحسب لمخرج العمل باتجاه خلق حالة تنويع أو تجديد في عمل الفرقة من ناحية، وللإتيان بما هو مختلف كسراً للمألوف على صعيد الحكاية أو على صعيد تكتيك العمل عموماً. ولكن... ولما كان العمل يتجه نحو المباشرة وطرح الفكرة بكل وضوح دون أي رمزية أو دون حمل أي إيماءات ذات قراءات ومعان متعددة، فإن الإتيان بالتعبيري ضمن هذا السياق جاء مشبعاً بالوضوح لأنه حشد في إطار عام مفهوم سلفاً. |
|