|
هذا جولاننا
فكانت اللقاءات التي أجريناها مع أهلنا الجولانيين الذين عاشوا تلك اللحظات، رغم بساطتها اعادت لنا اشياء في النفس مزروعة بعمق وموجودة في قلب وذاكرة كل مواطن سوري شريف. < لا ينسى أبو أحمد كيف احتشد الاهالي في ذلك اليوم للاحتفال بالنصر وبدأت النسوة ينثرون الزهور والأرز على الجنود السوريين ، وكيف انطلقت الزغاريد والاغاني معبرين عن حبهم للوطن وعن عزمهم في مواصلة الكفاح حتى التحرير الكبير فكان وضع العلم بالنسبة لهم عهداً جديداً لتحرير كامل التراب وعهداً جديداً مع التضحيات. < أما السيد محمود مصطفى كانت فرحته ممزوجة بالحزن وهو يرى منظر القنيطرة المهدمة هذا المنظر يوحي له بالأسى فجميع البيوت والجوامع والكنائس والمدارس مهدمة وكان العزاء الوحيد هو ان العلم السوري رفع فوق المدينة المحررة يؤكد حق الانتماء وعودة والأرض. واليوم القنيطرة محررة، وبمكرمة من سيادة الرئيس بشار الأسد أعطي موظفو القنيطرة المساكن وسجلت بأسمائهم وهذا العطاء لن ينساه أهل الجولان، وأصبح الاهتمام أكثر بالقنيطرة فبينت مدينة البعث وقرى أخرى والمحافظة ومديرية الخدمات العامة ومديرية الزراعة والصحة ومديريات أخرى وبنيت المشافي وجهزت بأجهزة متطورة وعبدت الشوارع فأصبحت الحياة أفضل، ونحن ننتظر يوم التحرير الشامل والكامل للأرض. واليوم أهل الجولان الصامد في الداخل وفي سورية يتطلعون الى رفع العلم على كامل الجولان بإذنه تعالى وثقتنا كبيرة بقيادتنا الحكيمة بقيادة سيادة الدكتور بشار الأسد بتحرير الجولان وإعادة الحق الى أصحابه. < آخرون أشاروا الى المشاهد المؤلمة والقاسية التي شاهدوها عندما عادوا الى قراهم وأثارت مشاعر الغضب لديهم كما أثارت مشاعر الانتماء والحرص على بقاء علم الوطن مرفوعاً في تلك الأرض الخضراء فامتزجت الاحلام مع الذكريات ومع الزغاريد. < وقال السيد عيسى ابراهيم من قرية السلمانية : ترافقت فرحة النصر مع صور تتوالى في الحلق غصة وأنا أنظر الى قريتي: كانت هناك وخربها الاسرائيليون ولم يتركوا منها سوى مأذنة جامع القرية إلا أن رفرفات العلم السوري على هضبة القنيطرة جعلتني أشعر أنني من أغنى الناس فأنا سعيد لأنني ابن هذا الوطن وأنا واثق بأن الوطن لن يترك هذا الجزء من قراه وترابه في يد الأعداء وأن عجلة التحرير لن تتوقف وسوف يأتي اليوم الذي نسمع فيه صوت مآذن المساجد وأجراس الكنائس في القنيطرة والجميع يشارك في بناء الوطن. رمز ومنارة علم الوطن منارة للحرية ويعطي الحياة لكل نشاط أو فعل مقاوم باعتباره رمز الوطن فالمواقف التي تدل على قيم هذا الرمز كثيرة جداً يصعب ذكرها جميعها ولكن يكفينا اعتزازاً أن يكون آلاف الشهداء ضحوا بأرواحهم من أجل الوصول الى هذه اللحظة التاريخية ليبقى علم الوطن مرفوعاً على جبال الجولان وسهوله وهضابه. ويكفينا المواقف الثابتة للمواطنين السوريين في الجولان المحتل ضد الهوية والجنسية الاسرائيلية واصرارهم على التمسك بعلم الوطن وهويته وأن هناك آلاف الأحكام الجائرة التي تؤخذ ضد المناضلين والمدنيين لأنهم يرفعون العلم السوري وينشدون النشيد العربي السوري (حماة الديار). وليس من الضروري أن نذكر كل ما يحدث لكننا نؤمن بأن تلك اللحظة هي مشهد تاريخي ومنارة مستمرة للتمسك بجولاننا الحبيب. |
|