تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجنون يحكي وعاقل يسمع..أكلة مايونيز

ساخرة
الخميس 25-6-2009م
عادل أبوشنب

-1-

محسوبكم عاش في حارته القديمة عالزيتون والجبنة، ولم أعرف الأكلات الحديثة، إلا في وقت متأخر، وقد عشقت فيما عشقت من مآكل تعرفت عليها عندما كبرت «المايونيز» حتى صرت آكله كأنه وجبة مستقلة،‏

مع أنه أدخل في أنواع المقبلات.‏

ومم يتألف أو يصنع المايونيز؟‏

قال أهل الاختصاص ، ممن يعرفون طعم أفواههم: المايونيز يصنع أساساً ، من صفار البيض وزيت نباتي وسكر كلوكوز وماء وخردل وشيء من الخل ، تخلط جميعاً وفق مقادير معينة ثم تصير مايونيزاً شهياً مقبلاً، لكن عجقة هذا الخليط عجقة لا يمكن لسيدة تحملها، فصار يباع خالصاً محشوراً في «مطربانات» زجاجية ، يكفي أن تفتح واحدها لتأكل باسم الله!‏

-2-‏

- اشتريت مطربان مايونيز، ووضعته في الثلاجة ورحت آكل منه، كلما سنحت لي الفرصة، وكان الطعام يتطلب قليلاً من المايونيز ، ومضت مدة علي أنا الذي يعرف طعم فمه، إلى أن جئت يوماً ، وكنت جائعاً فاخرجت المطربان من الثلاجة، ووضعت في طبق صغير كمية منه، ورحت آكلها وأتلذذ بطعمها، ربما جرياً على عادتي في التلذذ بالصنف الذي أحبه ، وبعد عدة لقيمات شعرت أن المايونيز غيّر طعمه فقد صار له طعم مختلف، أقرب ما يكون إلى طعم حبة دواء ذابت في الفم، عجباً لماذا فسد هذا المايونيز بسرعة؟ صرخت لزوجتي في الحال:‏

- تعالي ذوقي هذا المايونيز.‏

قالت:‏

- لا والله لا أذوقه !‏

- لماذا ؟‏

- لأنني لا أحبه‏

- لكنني أحبه، وقد تلذذت بتناوله دائماً.. لكن هذه المرة.. ولم أكمل فقد رأيت عيني زوجتي تكبران، ويزور ما بين حاجبيها وهي تلتقط مطربان المايونيز وتتأمله ورأيتها تكاد تبكي .‏

- فيم البكاء يا امرأة؟‏

- أظنك أكلت من مطربان آخر!‏

- ماذا ؟( ولي ).. على هذه المصيبة قولي لي ماذا جرى؟‏

وراحت المسكينة تتلعثم لا تعرف من أين تبدأ وأين تنتهي.‏

-3-‏

كانت زوجتي قد وضعت في مطربان فارغ من مطربانات المايونيز التي اشتريتها وأكلتها مرهماً اشترته من صيدلي الحارة ينفع ضد خشونة جلد القدمين ، وأوصاها الصيدلي أن تضعه في الثلاجة .. فالتبس الأمر وأكلت المرهم بدل المايونيز .‏

- حدث ما حدث لكني لن أذوق المايونيز بعد الآن.‏

ومجنون يحكي وعاقل يسمع .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية