تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مــع منغصــات يمكــن معالجتهـــا.. الرقـــــة تســـــوق 318 ألــــف طـــــن قمــــح

مراسلون
الخميس 25-6-2009م
محمد جاسم الحميدي

لفلاحي الرقة نحو مليار ليرة سورية في ذمة الحكومة ثمنا للذرة الصفراء وقد أصبح هذا المبلغ دينا دون فائدة للفلاحين وقد ترك المليار المؤجل مرارة في قلوب الفلاحين حتى بعد أن غسلها المردود غير المتوقع للقمح

ذلك أن المردود تجاوز التوقعات ووصل أحيانا إلى نحو 900 كغ في الدونم أي نحو 9 أطنان في الهكتار وإن كان المتوسط بحدود الـ 600 أو 650 كغ في الدونم الواحد.‏

تتواصل عمليات تسويق القمح في مراكز الاستلام التي يبلغ عددها 23 مركزا في محافظة الرقة وقد بلغت الكميات المسوقة في المحافظة حتى يوم الاحد 21/6/2009 نحو 318 ألف طن من الأقماح القاسية والطرية المشول منها أكثر من 92 ألف طن والدوكمة أكثر من 225 ألف طن وقد ذكر المهندس الزراعي اسماعيل الحسين مدير فرع المؤسسة العامة للحبوب في الرقة بأن معدل التسويق اليومي يبلغ نحو عشرين ألف طن يوميا.‏

المشكلات المطروحة‏

تعاني مراكز الحبوب من ثلاث مشكلات: الأولى الازدحام الشديد في بعضها والثانية قلة ورش العتالين في المراكز وابتزازهم للفلاحين والثالثة تعرض الجرارات لسرقة الحبوب ليلا .‏

المشكلة الأولى:‏

يقف الفلاحون في طوابير طويلة وقد يحتاجون إلى ثلاثة أيام أو حتى أربعة أيام لتوريد نقلة واحدة وتتعدد أسباب الازدحام ومنها أن تكون منطقة المركز واسعة وخصبة ومروية إضافة إلى قلة ورش العتالة.‏

هذه الحالة وجدناها في مركز السلحبية الغربية بالرغم من دقة التنظيم إلا أن الفلاحين الذين التقيناهم ومنهم خليل الشحل ورجب الموسى ومحمد المرشد أكدوا ذلك لكنهم بالمقابل أكدوا أن المركز يعمل منذ الساعة السابعة صباحا وبشكل منتظم وفي البداية عملت فيه خمس ورش للعتالة كانت تسير العمل لكن الورش لم تعد منتظمة فقد نزلت إلى ورشتين ثم ارتفعت الآن الاحد 21/6 إلى ثلاث ورش.‏

والحال في مركز البليخ أهون فقد يحتاجون إلى يومين أو ثلاثة أيام فقط علما أن منطقة المركز محدودة المساحة وغير كثيفة الانتاج.‏

وقد قال السيد مدير فرع المؤسسة العامة للحبوب المهندس اسماعيل الحسين: مازلنا نسوق حتى الآن (يوم الاثنين 22/6) عشرين ألف طن يوميا وهذا انجاز ليس سهلا فالازدحام ليس واحدا في كل المراكز وأسبابه متعددة ومنها طبيعة المنطقة وكثافة زراعتها وقلة ورش العتالة من الأسباب الأساسية في الازدحام كما أن قلة الورش تدفع هؤلاء لطلب الاكراميات لتنزيل الجرارات أو القاطرات وقد تصل بهم الحال إلى حد الابتزاز والمبالغة في الطلب كما قال لنا العديد من الفلاحين في مركز البليخ ومنهم أحمد العيسى الشيخ وحسين المحمد الحسن وقالوا بأن الوضع كان أكثر صعوبة في المركز حين لم يكن في المركز إلا ورشتان للعتالة وقد جرى حديثنا يوم السبت 20/6 أما اليوم ففي المركز ثلاث ورشات وقال الفلاح أحمد العيسى لقد دفعت 800 ل.س لقاء تنزيل 125 شوالا وقال الفلاح حسين المحمد لقد دفعت 700 ل.س لقاء تنزيل 75 شوالا وقال آخرون إن العتالة يأخذون خمس ليرات عن كل شوال.‏

وتكررت الشكوى في مركز السلحبية أيضا وقال عدد من الفلاحين: إن العتالين يبتزونهم والمشكلة الثالثة تتلخص في أن هناك سيارات وآليات تغافل ليلا الجرارات والشاحنات الممتدة في طابور طويل فتسرق منها بعض الشوالات وهذا ما أكده السائقون أمام مركز البليخ وأمام مركز السلحبية.‏

قدرت مصادر مديرية زراعة الرقة حسب نتائج العينة العشوائية إنتاج الموسم الحالي بنحو 431 ألف طن وخطة تسويق فرع مؤسسة الحبوب تبلغ 375 ألف طن إلا أن مدير فرع الحبوب متفائل بتسويق كامل الموسم.‏

والجدير بالذكر أن المشكلات المطروحة هي منغصات في حقيقتها يمكن معالجتها جميعا إذ يمكن تخفيف الازدحام وإنهاء الابتزاز بتوفير ورشات العتالة أو معالجة موضوع العتالة من الأساس وذلك بدراسته دراسة موضوعية حيث تعطى الورشة أجرا مجزيا منذ البداية وليس أجرا خلبيا.!‏

وأما السرقات الليلية فإنها تستدعي تكليف المخافر القريبة من المراكز بحراسة الآليات بالإضافة إلى تسيير دوريات ليلية على الطوابير الممتدة أمام المراكز.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية