تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشروعية الرد

أخبار
الخميس 25-6-2009
محمد علي بوظة

منطق الأشياء وقد أسقط اليميني المتطرف بنيامين نيتنياهو ، الأقنعة كلها عن الكيان الصهيوني الذي يترأس حكومته ، وجاهر بصريح العبارة وبوقاحة لا تقبل التأويل باللاءات ، التي تؤكد

: أنه ليس الطرف الآخر في معادلة السلام ولا الشريك المعني بتحقيقه ، أن يتساءل المرء في هذه المنطقة : ما الرد والوسائل الممكن اعتمادها واللجوء إليها عربياً ، كبدائل لإغلاق أبواب الدبلوماسية ، وفشلها في الإتيان بشيء يحسب للقضية العربية لا عليها ؟! .‏

والانتقال إلى الفعل عوضاً من البقاء في موقع المتلقي له والمتأثر بردّاته، وبدلاً من الانتظار الطويل العديم الفائدة والتعويل على حلول خارجية ، أثبتت هي الأخرى عقمها وعجزها حتى اليوم، عن أن تكون منصفة وعادلة وعلى مسافة واحدة من الجميع ، أمر مشروع للعرب قانونياً وأخلاقياً ووجودياً ، ولا سيما بعد أن حسم الشارع العنصري الصهيوني وحكومته ، الموقف لغير مصلحة التسوية وفي اتجاه التصعيد والحرب ، وفرض منطق الاحتلال والأمر الواقع والشطب والتصفية الكاملة للقضية الفلسطينية .‏

إزاء ذلك وبقراءة معمقة ودقيقة للأوضاع والمستجدات ، يبدو الموقف العربي الحازم والمراجعة للسياسات وللموقف العام من السلام ، مطلباً ملحاً وضرورة تقتضيها طبيعة المواجهة الشرسة ، مع العدو الصهيوني والقوى الداعمة له في الساحة الدولية ، والتصدي للاستحقاقات الكبيرة والخطيرة المترتبة عليها ، وما لم يتم تدارك هذا الأمر قبل فوات الأوان ، وبزخم وفاعلية واستخدام لأوراق الضغط والقوة وما أكثرها ، فلن نجد هناك في الداخل الصهيوني ولا على مستوى العالم ، آذاناً صاغية ولا من يسلم بحق من حقوقنا .‏

ومن باب التذكير هنا التأكيد مجدداً: بأن حكام تل أبيب الذين استمرؤوا حالة الضعف العربي ، وما انفكوا يراهنون عليها وعلى تعميقها ، هم اليوم مع حلفائهم في الولايات المتحدة والغرب عموماً ، بحاجة إلى الصدمة وإلى إيجاد معادل موضوعي رادع ، يجبرهم على إعادة النظر في حساباتهم، ومخططاتهم التي تضع المنطقة كلها في دائرة الاستهداف والنهب والإلحاق ، وأغلب الاعتقاد بأن نهج المقاومة والأخذ بخيارها ، يظل السبيل الأنجع والكفيل بإرساء هذه المعادلة ، وإجبار هؤلاء دون استثناء على الرضوخ لمشيئة السلام ، والتسليم باستحقاقاته كاملة على جميع المسارات .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية