تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دفء العلاقات

حـــدث وتعــليـق
الخميس 25-6-2009
حسين صقر

دفء العلاقات التاريخية السورية اليونانية لابد أنه يشكل بوابة واسعة للانفتاح في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ،

وما زيارة الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس والسيدة عقيلته إلى دمشق إلا تأكيد لأهمية وضرورة التواصل بين البلدين .‏

للزيارة وقع كبير، كونها تتزامن مع ظروف ومتغيرات دولية كثيرة، بدءاً من الأوضاع في الشرق الأوسط ومستجدات القضية الفلسطينية ،مرورا بالمشكلة القبرصية، وانتهاءً ببحث توقيع اتفاق الشراكة السورية الأوروبية .‏

فالخطوات المهمة التي تتخذها سورية بشكل دائم إلى الأمام، وانفتاحها على الحوار لتحقيق الاستقرار في المنطقة برمتها ،وامتلاكها لمفاتيح الحلول للقضايا الرئيسة، وتوجهها الجاد نحو السلام العادل والشامل، يجعلها محط أنظار العالم ومقصداً للتعرف عليها من الداخل ،وسبر أغوار وطبيعة التعامل معها .‏

بالمقابل، اليونان المعروفة بمواقفها المؤيدة والداعمة لاستعادة الحقوق العربية المغتصبة ،ومن ضمنها الجولان السوري المحتل ،وإصرارها على الالتزام بحل الدولتين، ووقف الاستيطان في فلسطين, يجعلها في مصاف الدول المهمة ،انطلاقاً من دورها كعضو في الاتحاد الأوروبي ،والمنطقة المتوسطية ،حيث يمكنها التأثير بشكل فعال في مجمل القضايا العالقة ،فهي جزء من منظومة يتعين عليها إضفاء مساهمتها الإيجابية على الأمن والاستقرار فيها،فضلاً عن أنها قررت منذ زمن بعيد ضرورة التمتع بعلاقات قوية وشاملة مع سورية ،وترجمت ذلك من أقوال إلى أفعال .‏

الجانب الاقتصادي حاضر في زيارة الرئيس بابولياس ،الأمر الذي يفسر مرافقته بوفد كبير من رجال الأعمال اليونانيين، لدراسة آفاق الاستثمار في مختلف المجالات ،نظراً لعملية الإصلاح الاقتصادي التي تشهدها سورية ، ما يشجع على خلق شراكات حقيقية بين البلدين، وزيادة التبادل التجاري والتوقيع على عدد من الاتفاقيات .‏

ومن هذا المنطلق فإن توثيق علاقات بينية ودية مع الدول الأوروبية يفتح الآفاق أمام ازدهارمنطقة الشرق الأوسط وتنميتها وإرساء الهدوء على طرفي المتوسط.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية