|
لوموند كيف لنا أن نتجاهل وأن لا نندهش من تحالف كهذا يضم في جنباته 45٪ من سكان المعمورة ، وربع ثروات الكون ، وثلثي النمو العالمي ؟! بحسب البيان الختامي لقمة «بريكس» التي انعقدت أواخر الشهر الفائت لا بد وأن تتكون لدينا قناعة أن هذا التحالف سوف يظل متماسكاً وغير قابل للتصدع ... وكان أعضاؤه وجهوا توبيخاً عنيفاً في أثناء القمة للدول الثرية «على خلفية إفراطها المبالغ به في ضخ السيولة المادية »اللازمة لنموها وتطورها ليفضي الأمر إلى «تبخر وتلاشي تدفق رؤوس الأموال وأسعار المواد الأولية عنهم »كما وجهوا انتقاداً لاذعاً«لسير العملية الإصلاحية البطيئة لصندوق النقد الدولي » الهادفة إلى تحويله لأكبر وأهم مكان للأعضاء الذين يديرون شؤونه والأمر الأمثل الذي قامت به «بريكس» اعتزامها توكيل مصارفها المركزية باتخاذ كافة الإجراءات بهدف تطوير استخدام عملتها الوطنية وإحلالها مكان الدولار الأميركي في إطار المعاملات التجارية ....ولعل قيام «بريكس » بتأسيس بنك خاص بها يهدف إلى تمويل جميع السبل المفضية لتطورها لأمر أكثر من محتمل وبالتأكيد سيشكل ذلك ملاذاً آمناً لها في حال لجأ البنك الدولي المقرض الكبير إلى إهمالها والتخلي عنها ... لكن الأمر اختلف مع الهند التي تلقت مبلغاً جسيماً قدر بـ42 مليار دولار وقروض متعددة ... روبرت زوليك ، رئيس البنك الدولي آثر وعلى نحو دبلوماسي أن يغتبط بمشروع كهذا يسعى إلى منافسته مع تأكيده «أنه رجل اقتصاد بامتياز وليس من أنصار الاحتكارات » وهنا لا بد أن ننوه بأن «بريكس» انطلقت في مشروع خطر ، فمستقبل مصرفها قد يقوم على أساس ثروات وأموال دون خبرات والتي من شأنها تقديم نصائح واستشارات للبنك الدولي فضلاً عن رؤوس أموال لتطوير الشبكة الزراعية ومكافحة الأمية عند الإناث.. ومن المتوقع أن يكون المشروع شاقاً ومكلفاً كما كان عليه حال «بنك سيؤل » سابقاً إذ ما زالت دول أميركا اللاتينية منذ عام 2007 تجتهد لتجهيزه بالتمام ... الصين وحدها تملك فائضاً من الأموال يقدر بـ« 3200 مليار دولار احتياطي » الأمر الذي يدفعها قدماً للمطالبة بإدارة المشروع والذي لم تستعد روسيا أو الهند للتخلي عنه لجارتهما الصين ... يرى أحد الاقتصاديين الدوليين «أن المشروع إياه يستلزم وقتاً طويلاً إلى أن يتمكن بنك «بريكس» من تقديم خدمات نوعيةعلى غرار البنوك الإقليمية المتعددة الأطراف »وإلا لن يتمكن بنك المجموعة من الاقتراض من الأسواق نسباً متهاودة كم يفعل البنك الدولي على الدوام .... وفي الختام نقول إن «بريكس» تعمل جاهدة لتقليص بل وإزاحة سيادة الدول الغنية على إدارة العالم والتحكم بطاقاته الفائضة ، وسوف تكون الصين ملزمة بتحقيق مسؤوليات اجتماعية ونقدية وتجارية أكبر في حال استلامها دفة القيادة الاقتصادية في العالم أجمع . البعض وهم كثر يرى أن «بريكس » ليس سوى وهماً أو تخيلاً لكنها تجذب إليها الإعلام ومختلف وسائطه بقوة لا تقاوم ... بقلم: آلان فوجاس |
|