|
متابعات سياسية حيث يتجلى الفشل الأردوغاني في الصمود السوري الذي حطم أوهام أردوغان في تدمير الدولة السورية وأجهض حلمه في استعادة عهد الامبراطورية العثمانية البائدة عبر نشر الإرهاب وبث الفوضى وتدمير البنى التحتية للشعب السوري بعد أن حول الأراضي التركية إلى مركز لاستقبال المرتزقة من شتى أصقاع العالم، وفتح لهم مراكز تدريب وسهل دخولهم إلى الأراضي السورية ليرتكبوا الجرائم والمجازر وينشروا الفوضى ضارباً عرض الحائط بكل القرارات الدولية وعلاقات حسن الجوار التي كانت تربط بين الشعبين التركي والسوري والنتيجة التي حصل عليها هذا المجرم ونظامه الخيبة والذل والهوان ولم يستطع تحقيق أي من أجنداته العدوانية. لقد حول نظام أردوغان الإخواني استراتيجية صفر مشاكل التي تبناها إلى صفر أخلاق وصفر تعاون مع دول العالم أجمع ماعدا الدول التي تشاركه في التآمر على الشعب السوري وفي مقدمتهم آل سعول وآل ثاني بل إن نظام أردوغان أساء عبر نشر الإرهاب إلى كل دول الجوار عبر تشجيعه ارتكاب الجرائم بحق شعوب المنطقة، فأساء إلى العلاقات مع العراق ومصر وتورط بشكل مباشر في سفك الدم السوري والعراقي ولم يتورع بدعم من أسياده في البيت الأبيض من التدخل عسكرياً في الأراضي العراقية والسورية لمساندة ودعم العصابات الإرهابية المصنفة دولياً على قوائم الإرهاب وفي مقدمتهم تنظيما داعش والنصرة الإرهابيان ورغم كل ذلك فقد فشل في زرع بذور الفتنة في العراق وإقامة مناطق آمنة أو عازلة كما يسميها في شمال سورية ليكون ذلك شاهداً آخر على عقم السياسية الأردوغانية الاستعمارية في المنطقة عموماً وفي سورية والعراق على وجه الخصوص. كل ماقام به أردوغان من أعمال عدوانية ضد الشعوب العربية ولاسيما في سورية والعراق عبر سياسة متهورة إرضاء لأجندات أميركية غربية تهدف إلى تفتيت دول المنطقة ليتسنى للقوى الاستعمارية تمرير مشاريعها الاقتصادية والهيمنة على مقدرات المنطقة وسلبها قرارها الوطني المستقل لم يشفع له كي تقبل بلاده في الاتحاد الأوروبي ومازاد من تخبط أردوغان وسياسته المتهورة والعمياء إقدامه على إعطاء الأوامر بإسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية ليشكل ذلك الحدث الخطير الذي اعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طعنة في الظهر الضربة القاصمة التي زادت من عزلة تركيا الاقتصادية والتأكيد على الفشل الذريع في جر حلف الناتو إلى حرب مع روسيا بعد أن أعلن الناتو أن هذا التصرف اللامسؤول لايستدعي من الحلف الانجرار إلى حرب عبثية وبذلك يكون أردوغان قد فقد معظم أوراقه التي كان يراهن عليها خارجياً بالإضافة إلى محاولة جر بلاده إلى حروب داخلية عبر إعلان الحرب على حزب العمال الكردستاني والتضييق على كل شرائح المجتمع التي تعارض سياسته الكارثية. ومايعطي دليلاً إضافياً على حجم الفشل في السياسة التركية الإخوانية لنظام أردوغان تنازله حتى عن الشعارات الزائفة التي كان يرفعها بشأن علاقته مع الكيان الصهيوني ، والتي كانت ظاهرية فقط ليتم الآن توقيع اتفاق مع هذا الكيان الغاصب وبالشروط الإسرائيلية وعدم تلبية أي طلب تركي سابق بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة والاعتذار عما حدث للمواطنين الأتراك على سفينة مرمرة التركية حيث قتلت قوات الاحتلال 9 مواطنين أتراك كانوا على ظهر السفينة المتوجهة لكسر الحصار المفروض على القطاع ،الأمر الذي يشير إلى حجم الانهيار الذي يعانية أردوغان نتيجة سياسته الإرهابية في المنطقة . حالة الإفلاس السياسي والأخلاقي الذي يعانيه أردوغان دفعته إلى التنازل عن الغطرسة إلى استجداء روسيا والاعتذار بشأن اسقاط الطائرة الروسية ودعوته للقيادة الروسية إلى تحسين العلاقات بين البلدين، الأمر الذي يدفعنا للقول إن إرهاب أردوغان وسياسته الداعمة للتنظيمات الإرهابية قد حصدت مازرعت مزيداً من العزلة والاذلال والتنازل والاستجداء الذي بات ينذر بنهاية حقبة سوداء من تاريخ تركيا كتبها أردوغان بالإساءة إلى علاقات الشعب التركي مع شعوب المنطقة وبتورطه بسفك الدم العربي عموماً والسوري على وجه الخصوص. وهذا مصير كل متآمر أو مراهن على إرادة الشعوب ولاسيما إرادة الشعب السوري الذي صنع حضارات على مدى 7 آلاف عام ولم تكن أرضه إلا مقبرة للغزاة والطامعين والعملاء وهذا ماسيكون مصير أردوغان على المدى القريب بصمود وإرادة مثلث الصمود السوري وبمساعدة الأصدقاء الشرقاء في العالم. |
|