تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث...اتجاهات التطبيع الإخوانية.. منصة جديدة للجري والعناد

الصفحة الأولى
الأربعاء 29-6-2016
كتب علي نصر الله

اتجاهات التطبيع التي يسلكها النظام الإخواني في تركيا، مع الكيان الإسرائيلي اليوم، ومع مصر برعاية أميركية - سعودية غداً من جهة، ومع روسيا بعد الاعتذار منها من جهة ثانية،

قد تكون اتجاهات للتهدئة من بعد نوبات جنون عظمة ضربت أردوغان وزمرته، لكنها تبقى الاتجاهات المسكونة بالريبة، والمفخخة بالمخاطر، لأنها قسرية، ولأنها براغماتية ليس بالاختيار، ولأنها غير أصيلة ولا تنتمي لنظام انفعالي متهور ما زال يلعب ورقة التطرف والإرهاب.‏

بنية نظام أردوغان الإخواني زئبقية وغير مُهيأة للركون إلى تهدئة أو إلى حالة عاقلة بفهم الأحداث وما يجري على المنطقة والعالم، وهي لأنها انفعالية زئبقية فهي مستعدة لفعل كل شيء وأي شيء يخدم أيديولوجيات التطرف التي تحكمها حتى لو كانت متناقضة معها، تماماً كما هو حال إسرائيل ككيان يقوم على التطرف ولا ينمو ويكبر بغير العنصرية التي يدشن الإخوان والوهابية تحالفاً جديداً معها يجد الصهاينة جدواه عظيمة في مواجهة سورية، وإيران، وحزب الله، إذا ما تم تفعيله بالسرعة المطلوبة قبيل انتهاء ولاية أوباما.‏

العوامل الاقتصادية في حركة التطبيع التركية الإخوانية بكل الاتجاهات لا تخفى ولا يمكن إنكارها، وهي مهمة للإخوان كما هي مهمة للآخرين، غير أن السباق ليس اقتصادياً بمقدار ما هو سياسي أيديولوجي سبق أن جرى تأطيره صهيونياً وأميركياً وغربياً، محورٌ مقابل محور، ومشروعٌ في مواجهة مشروع، صحيحٌ أن الأبعاد الاقتصادية بَيّنة بالحالتين، لكنها ليست الإيقاع الوحيد الذي يضبط ويُحدد، ومن الواضح أنه السباق الذي سيبقى بمسلكه العام الذي يغص بالإخوان والوهابيين التكفيريين من المتسابقين الذين أطلقتهم الصافرة الأميركية خلف القاطرة الإسرائيلية وبها.‏

لم ينته المشروع الأميركي بعد، وإذا كان يتعثر حيناً ويتكسر حيناً آخر، فإنه لم يصل بعد لخط النهاية، والمشهد ينجلي كل يوم عن حيثيات تؤكد أن أميركا والغرب وإسرائيل لن توفر أحداً ولن تتخلى عن خدمات أحد من الأعراب والسلاجقة، وهابيون كانوا أم سلاجقة، ما لم تتحقق الغايات والأهداف، أو تستحيل، وكذلك ففي الحالتين استنزاف تكسب منه إسرائيل، ومن هذه النقطة تحديداً يتجه الغرب وأميركا للإعداد لمنصة عَدو وعِناد جديدين يتحضر لهما الصهاينة والأعراب والعثمانيون ككتلة واحدة.‏

لا يغيب عن موسكو فهم المشروع وحيثياته، أدواته واستراتيجياته، لكنها الطرف القوي العاقل الذي يعرف مواقع وقدرات حلفائه ويثق بحكمتهم وشجاعتهم، ولا تغيب جزئية من المشهد - مهما صغرت - عن دمشق وطهران وضاحية بيروت الجنوبية كمحور ما زال يؤمن بأن الذي يؤسس على المبدأ، والذي يتمسك بخيارات الشعب والوطن، والذي يبني على الصمود والثبات، سيُسقط كل منصات العَدوِ والعناد الجديدة، كما أسقط سابقاتها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية