|
رؤية أصر طالب ماجستير أن يختار أعمال روائي سوري موضوعا لأطروحته فكان الرد وبحزم غير مقنع: (انتظره حتى يموت كي تنجز الأطروحة) والسبب هو أن العرف الأكاديمي يقتضي أن تكون حياة الكاتب متوقفة بالموت كي تغدو أعماله قابلة للبحث والدراسة الأكاديمية! لنفرض أن كاتب ما قرر التوقف عن الكتابة بوصفها مؤشرا على الحياة, هل يجوز أن نعتبره ميتا فيدخل حقل البحث الأكاديمي? وفق هذا العرف كيف يمكن للدراسات البحثية أن تساهم في تطور تجربة أديب ما? وهكذا أليست الدراسة عن الأموات هي تأكيد على غياب الحيوية النقدية في الجامعات? ثم هل الموت مهما علا شأنه هو مؤشر لإدخال كاتب ما حيز الاهتمام والبحث? ما هذا الربط التعسفي بين اكتمال تجربة الكتابة بالموت? بينما الموت هو انتهاء التجربة. قد لا تكون مفاجأة أن نرى أطروحة جامعية عن كاتب سوري بوزن حنا مينا أو خيري الذهبي أو ممدوح عزام في دولة خليجية بإشراف أستاذ أجنبي, لكن المفاجأة ربما تكون في أطروحة بحثية كبرى عن تجربة شاعر أو قاص خليجي لم يسمع به سوى أصدقائه وجيرانه تُقدم بإشراف أساتذة سوريين! ربما هناك من يرى في إجراء الدراسات النقدية الكثير من المجاملة والعلاقات العامة وربما المصالح الشخصية لكن المؤكد أن إعطاء جرعة حياة للدراسات الأكاديمية العليا في جامعاتنا أهم من اقتصارها على نبش القبور والاكتفاء بالعيش بين الاموات. Maher_a@scs-net.org |
|