|
شباب للكتاب إذا سطوة عظيمة ورهبة أعظم وإلا لما ألقى هولاكو كتب مكتبات بغداد العامرة في نهر دجلةحتى تحول ماؤه إلى أزرق قاتم بلون الحبر وكأنه بجريمته تلك يقطع صلة الماضي بالحاضر,يغتال تاريخا عظيما ليبني تاريخا جديدا مدركا أن أمضى سلاح هو سلاح الحرف الذي يغفو في أحضان الكتاب. فمع هبوب رياح العولمة وسيادة ما يسمى بثقافة الصورة(انترنت - فضائيات)وهيمنة النمط الاستهلاكي على الحياة وبروز ما يمكن وصفه بالنفعية البراغماتية تراجع دور الكتاب كثيرا لكن أهميته لم تتراجع ولن تتراجع إذ سيبقى وعاء لعصارة الفكر والخبرات وسيظل قناة هامة لاكتساب المعرفة فللكتاب أهمية وخصوصية لا يمتلكها سواه من أقنية المعرفة وهو الآن يعيش في أزمة تزداد سوءا أمام انتشار وسائل وتقنيات أفرزتها العولمة وهي تجتاح مجتمعنا بعد أن وظفت بشكل خاطئ وساهمت في نشر أفكار مشوهة وسلوكيات خطيرة وغريبة عن ثقافتنا وعاداتنا ومن هنا كان على الشباب كونهم الأكثر استهدافا التنبه لهذا الأمر الذي يهدد ثقافتنا ومستقبلنا كأمة حضارية واستعادة العصر الذهبي للكتاب وهي مسؤولية يتحملها الشباب بمساندة المؤسسات الأهلية والحكومية ابتداء من الأسرة والمدرسة والجامعة وانتهاء بالدول ومؤسساتها كافة فبناء الإنسان ثقافيا ومعرفيا وإغناء تفكيره وفتح آفاق رحبة أمامه تغني عقله وروحه مسألة في غاية الأهمية توازي بل وتفوق بعض الأحيان حاجته للأكل والشرب وهي دعوة لانسأم من تكرارها الى كل شباب الوطن لجعل القراءة فعلا يوميا يرقى الى مستوى الطموحات. |
|