تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المقاومة الوطنية ... آفاق مستقبلية

شؤون ثقا فية
الاربعاء 23/8/2006م
بشار الفاعوري

ألقى الكاتب والباحث يوسف مصطفى في ثقافي العدوي محاضرة بعنوان ( قراءة في ظاهرة المقاومة الوطنية في لبنان المقدمات والآفاق) بداية وجه تحية لانتصارات المقاومة التي تكتب بالحديد والدماء والارادة العصر العربي الجديد ممثلة بقائدها الذي شكل حالة من الريادة الاجتماعية ومثالا جديا في القيادة وامتلاك كل مقومات القائد المبدع من النواحي السيكولوجية والخطابية والتخطيطية.

المقدمات‏

تحدث فيها عن المسألة اللبنانية وتشابكاتها المختلفة وما كانت تعانيه من تعقيدات وانكسارات وغلبة المصالح الفئوية الضيقة والتكتيكات الصغيرة والمكاسب المحلية على شمولية الموقف , فعلى الرغم من ذلك يمكن تحديد جوهر الصراع الذي يتمثل بين قوى حركة التحرر العربية ممثلة بكل الاطراف اللبنانية وبين قوى العمالة الرجعية ممثلة بالصهيونية والامبريالية, فلقد افرزت الاحداث اللبنانية جملة من الظواهر الايجابية و لعل ظاهرة المقاومة وتحالفات العمل الوطني نموذج على جانب كبير من الاهمية, واشار مصطفى هنا الى جملة من العوامل التي هيأت لظهور المقاومة كمغادرة المقاومة الفلسطينية ومقاتليها بيروت اعقاب حصارها عام 1982م واحتلال اسرائيل لنصف لبنان تقريبا واحاطة مشاة البحرية الامريكية واساطيلهم وحلفائهم الاطلسيين الشواطئ اللبنانية, ففي ظل هذه الظروف كانت هناك قوة نضالية حقيقية تعمل بصمت في العمق هي صاحبة الارض والقضية,كانت ترصد ا لواقع رصداً حقيقياً , تتابع وتعرف وتتوقع وتتخذ كل التدابير التنظيمية والسياسية التي تسمح باستمرار المعركة والتكيف مع ظروفها الجديدة, ومع زحف العدو داخل بيروت وقتل بشير الجميل بدأ العد العكسي وبدأت القوى الجماهيرية فيها بالتصدي للعدو فولدت كرة الثلج التي اصبحت في اقل من سنة هي القوى التي حررت الجبل وبيروت والضاحية وخرجت الى العلن مفخرة الصمود وعنوان العزة وهي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والتي بدأت عملياتها في 16 ايلول ,1982 فاستطاعت الجبهة بقوة ايمانها ووجود قوى ذاتية فهمت الظروف الموضوعية ووجود عامل مركزي اساسي مؤثر هو دعم القطر العربي السوري للمقاومة ووجود سورية كعمق سياسي كفاحي داعم وراع مساند لكل مظاهر المقاومة ضد الاحتلال بقيادة القائد الخالد حافظ الاسد ان تستمر في نضالها وتحقق ما تصبو اليه تجاه الاهداف الوطنية.‏

انجازات المقاومة:‏

1-الانتصار على اسرائيل باجبارها على الجلاء تحت ضربات ابطال المقاومة وانتصاراتها في الجبل وبيروت وسواها .‏

2- طرد القوات الامريكية والاطلسية من ارضه ومياهه الاقليمية وهذه الهزيمة الاقسى والأمر للامبريالية منذ هزيمتها في فيتنام .‏

3-الانجاز الاخير الذي شهدناه,هزيمة العدوان الهمجي الاسرائيلي وتوجيه ضربات الى الشمال الاسرائيلي وتحطيم اسطورة الجيش الذي لا يقهر .‏

الآفاق‏

اشار مصطفى الى مجموعة من الافاق المستقبلية للبنان وهي انه :‏

1- ينبغي ان ينطلق من وعي كل الظروف والتعقيدات والصعوبات التي واجهتها تجربته ودراسة هذه التجربة بكل نجاحاتها واخفاقاتها دراسة واعية مسؤولة مستوعبة لسياق كل ما جرى.‏

وان يكون مطبوعاً بطابع الحالة النوعية الجديدة التي بلغها كفاح القوى الوطنية والديمقراطية اللبنانية.‏

واكد على ضرورة الانتقال من النضال الوطني التحرري الى ظروف بناء مجتمع العدالة والتقدم .‏

واختتم مصطفى محاضرته قائلاً:‏

إن جملة الاحداث التي شهدتها الساحة اللبنانية ويعيشها الجنوب اللبناني تؤكد ان عصر الشعوب باق. ومهما مالت موازين القوى تبقى ارادة الشعوب ويبقى صمودها ومستوى تحديها هو الميزان الذي يقرر الميل من جهة المعركة كما اكدت التجربة اللبنانية ان اي شعب صغير بعدده قادر على تقرير مصيره بنفسه وحماية استقلاله وكرامته وتطور مستقبله اذا ما توفر عنده العزم والارادة و القيادة الوطنية لو تصالبت الجبهة الداخلية الوطنية والفلسطينية وتوطدت وحدتها ووحدة الجماهير المحرومة والقوى السياسية التي تمثل مصالحها ظهرت القدرة على افشال التهديدات الصهيونية والامريكية معا.‏

نشير اخيراً الى ان يوسف مصطفى كاتب وباحث في شؤون الثقافة, ينشر في مجالات نقدية وفي الصحف, ولديه ثلاثة كتب قيد الانجاز منها :‏

-في الميزان( نصوص ادبية)‏

-قراءة في المشهد السياسي العربي .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية