تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من البديهيات

آراء
الاربعاء 23/8/2006م
د. اسكندر لوقا

ليس مستبعداً اليوم, كما لم يكن مستبعداً في أي وقت من الأوقات في الماضي, أن يحظى مبدع عربي بتكريم خارج وطنه, ففي ثنايا الأيام,

بما في ذلك الأيام السحيقة, أسماء تكاد لاتحصى لمبدعين من أبناء هذه الأرض العربية المعطاء, وفي أيامنا هذه كثيراً ما نقرأ عن مبدع عربي نال تكريماً من دولة أجنبية, مادياً كان التكريم أم معنوياً.‏

وفي كل الأحوال, كما نعتقد, إن مجرد الاعتراف بأن العقل العربي قادر, بالفعل وليس بالقول, على تخطي ما يشاع عنه حول ركوده في المكان والزمان بفعل الدعاية المغرضة الموجهة إليه, هو دليل عافية وهو دليل أمل بأنه لايصحّ غير الصحيح, في نهاية المطاف, كما يقال.‏

وهذا ما تأكد لديّ, مجدداً, عندما قرأت مؤخراً على الانترنت نبأ مفاده أن العالم العربي السوري البرفسور( عادل عوض) دعي لإلقاء محاضرات علمية في عدة جامعات ومراكز بحوث ومؤتمرات عالمية تخصصية, ما يؤكد مكانة البرفسور عوض لدى تلك الجامعات ومراكز البحوث في العالم الغربي, كما في الوطن العربي, حسب علمنا.‏

البرفسور ( عادل عوض) استاذ في جامعة تشرين, وسيكون واحداً من بين قلة من العلماء والباحثين العالميين خلال عقد المؤتمرات التخصصية خلال العام الحالي والعام المقبل في كل من بلغراد ولندن وفينيسيا الإيطالية, وكارازون الفرنسية, وبرشلونة, ومونتريال وكاليفورنيا, وبين هؤلاء القلة, كما في النبأ, سبعة حائزين جائزة نوبل في العلوم.‏

وبطبيعة الحال يسعد أحدنا, أيا كان موقعه أو مكانته في وطننا الحبيب, أن يكون لسورية حضورها في مثل هذه التظاهرات العلمية العالمية, بشخص أحد أبنائها المبدعين على مستوى البرفسور عوض الذي هو أساساً أحد طلاب هذا الوطن المتفوقين فيه, وكان قد نال شهادتي دكتوراه في الهندسة المدنية وأخرى في الهندسة المعمارية من ألمانيا, وفي زمن نادر, شكل محط اهتمام الجامعات الألمانية كافة في حينه. هذا فضلاً عن جوائز نالها من أكاديميات دولية لقاء ما نشره من أبحاث تجاوز عددها ال 200 بحث في مجلات علمية محكمة كبرى, الى جانب انتخابه عضوا أصيلاً في الأكاديمية الأوروبية للعلوم وذلك من بين 300 مرشح من مختلف انحاء العالم للفوز بهذه العضوية.‏

وبطبيعة الحال أيضاً , علينا ألا نتخطى عتبة الاعتراف بوجود مبدعين آخرين من أبناء هذا الوطن الذي شارك الامة العربية, في وقت من الأوقات, مساهمة أبنائها المنتشرين في بقاع الارض كافة, في عمليات تنوير العقل الأوروبي ورفده بالعديد من المعارف المتنوعة , حتى جاء زمن سقوطها في شباك المستعمرين الذين بسعيهم المتواصل, تمكنوا, الى قرون غير قليلة, من إخماد مصابيحهم المشتعلة وحاولوا بذلك القضاء على تطلعات أبناء الأمة نحو التقدم واستعادة حضورهم على سطح الكرة الأرضية.‏

ومع هذا فبين وقت وآخر, يطفو اسم عربي في ساحة المعرفة على مستوى العالم, لعالم أو أديب أو فنان من أبناء الأمة, فيعيد الأمل إلى وطنه والى أمتنا العربية بأنها ما زالت قادرة على إنجاب المتفوقين والمبدعين, ومع قراءة اسم البروفسور عادل عوض وأقرانه من أبناء الوطن, بين حين وآخر, يتنامى فينا الأمل يوماً بعد يوم بأننا حقاً نسير على درب التقدم والارتقاء.‏

Dr-louka@ maktoob.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية