|
بلا مجاملة كان ومازال يستوجب ليس فقط تحسين مواصفات هذه الطرق والجسور وتشييد المزيد من الأنفاق والجسور, وإنما يتعين أيضاً النهوض بالوعي المروري من خلال ترجمة اجراءات باتت من منسيات دول العالم منذ مايزيد على نصف قرن على أقل تقدير. فقبل نحو خمس سنوات وعلى وجه التحديد مع نهاية عام ,2001 أصدرت الإدارة العامة للمرور قراراً يقضي بإلزام سائقي السيارات والركاب في المقاعد الأمامية باستخدام أحزمة الأمان. واليوم وبعد مضي هذه الفترة الزمنية الطويلة نسبياً, أين هي مقومات ترجمة هذا القرار الذي تسير تجارب دول العالم, على أنه يساعد فعلياً في خفض أعداد حوادث المرور.. بل إن بلداً مثل اليابان سبق وأشار في الدراسة مطولة, على أن نحو 80 بالمئة من وفيات ركاب المقاعد الأمامية في السيارات تنجم عن عدم التقيد بأحزمة الأمان, ولما كانت هذه الدارسة على درجة عالية من الدقة بسبب استخدامها لغة الأرقام والمؤشرات, فذلك يعني وببساطة ضرورة إعادة إنعاش هذا القرار والعمل على ترجمته وتحويله إلى واقع مشخص, من خلال صوغ تدابير واجراءات يتم من خلالها إلزام الركاب وأصحاب السيارات العامة والخاصة في احترام هذا القرار وعدم تجاوزه أو الضرب به عرض الحائط. وأيضاً قد لا يضير إدارات المرور في تنظيم ندوات وأنشطة من خلال المنابر الإعلامية المختلفة بهدف ترسيخ وتعميق الوعي المروري كي يتحول هذا القرار إلى فعل طوعي يتكىء على الوعي والمسؤولية وليس إلى فعل الزامي يتم التقيد به تخوفاً من عواقب تسطير المخالفات والضبوط المالية. ولعل السؤال المشروع في هذا السياق.. أين هي مسوغات رفض التقيد بإجراء يضمن سلامة الناس ويمنع ازهاق الأرواح?! marwan j @ ureach. com |
|