تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فيلم (عندما تكون اللعبة شموخاً)..عندمــــــــا تهزمنـــــــــا (الأنــــــــا)...!

ثقافة
الأحد 18-10-2015
 سعاد زاهر

انه لايتعلق بكرة القدم (تعلق زوجة المدرب)..بل بما سيصبحون عليه مستقبلا..!

فلسفة يعتمدها فيلم عندما تكون اللعبة شموخاً When The Game Stands Tall...وهو من بين الافلام المهمة التي عرضت ضمن تظاهرة افلام حديثة من الشركات العالمية.‏

يحكي الفيلم حكاية مدرب كرة القدم بوب رودريسرالذي درب فريق مدرسة دي لاسال ليحقق 151 فوزا متتاليا،حطمت كل الارقام القياسية لأي رياضة أمريكية،ما الذي مكن هذا المدرب الاسطوري من تحقيق الانتصارات المتتالية ؟‏

مع انها حكاية المدرب الذي يؤدي دوره جيم كافيزيل،الا أنها تبدو حكايته مع فريق كرة القدم أو حكاية كل فرد من فريقه يملك قصته الخاصة والتي غالبا ما تكون مأساوية الى أبعد حد ولكن المدرب يحولها الى فعل نجاح وتميز.‏

يبدأ الفيلم بمشاهد من مباريات الفريق تركز على مهارة اللاعبين الفردية وتقنياتهم العالية،وفي نفس الوقت تظهر كيف توظف كل هذه المهارات لخدمة التكت يك الجماعي،وهو ما يميزهم كفريق ويجعلهم اعصياء على الخسارة...‏

مشاهد مباريات كثيرة احتواها الفيلم،ولكن حتى لو لم تكن من محبي هذا النوع من الرياضة الا انه يجذبك الفيلم لتتابع النتيجة،لترى ردة فعل كل لاعب كيف تصرف في هذا الموقف...كيف تفادوا أصعب المواقف بطريقة تظهر مدى صلابة أرواحهم..‏

لايوجد معجزات ولا أبطال خارقون...انما مدرب ذكي يتحكم بأعصابه،متفان في عمله،متقن الى أبعد الحدود...يحاول ان يدفع مجموعة من اللاعبين العاشقين لكرة القدم الى اتقان اللعبة... يردد دائما ان هدفنا اللعب الجيد،ولكن لعبهم الجيد قادهم الى ربح 151 مباراة متتالية...‏

لايقوم الفيلم على حبكة او تشويق،التشويق الوحيد في الفيلم هو في فوزهم،والذي غالبا كنا نعرف مسبقا أنهم فائزون لامحالة...الى ان ألمت وعكة صحية بمدربهم بوب اقعدته فترة طويلة...‏

ابتعاده عن ادارة الفريق يحولهم الى خاسرين، شيء ما يبدأ بالتبدل..بين أعضاء الفريق وتعاطيهم الجماعي،مما ينعكس على أدائهم ضمن الملعب..!‏

لم نكن نحتاج الى مرض المدرب حتى نكتشف فرادته في ادارة فريقه...ولكن انتقلنا هنا الى منزله،حيث زوجته التي يظهرها الفيلم لاتقل عنه فرادة في ادارة منزلها واستيعاب شغفه...‏

الحميمية التي نعيشها هذه الاثناء في منزله، كنا نعيشها اثناء تدريباته الممتعة حين يترك العنان لكل فرد في الفريق ليتحدث عن معاناته الخاصة،وماذا يشكل له وجوده في الفريق بلغة سينمائية معبرة،مكثفة تحرك الروح...‏

طريقة ادارته لفريقه هي التي يرتكز عليها الفيلم ليقدم المضمون الفكري والفلسفي،انه يلغي الانا،التي كلفت الفريق خسارتين،حين تمردت لدى البعض وبدأت بالظهور في غيابه...‏

طيلة الوقت وفي أهم مرحلة عمرية كانت لعبة كرة القدم مجرد وسيلة لتعليمهم الغاية الحقيقية للحياة،التمسك بالمثل العليا، يعلمهم المسؤولية، المحاولة التامة، وأخيرا العشق....‏

في غيابه تنتكس كل هذه القيم...انتكاسة مؤقتة..‏

عودته ورصده لاخطاء الفريق،بعد خسارتين متتاليتين..حين يعلن بجمل من أروع ماقيل في سيناريو الفيلم(انتم تقررون ماذا تريدون أن تصبحوا عليه،لانه يخالجني شعور،انكم كفريق ستقفزون الى القمة،وعموما نحن غير منسجمين، ومرتكبو اخطاء وممزقون..)‏

هكذا يتبدى لنا أن يدير اللعبة ذهنيا ونفسيا وحتى روحيا وجسديا...من خلال استغلاله لطاقتهم الجسدية بكامل حيويتها وهم في الثامنة عشرة من عمرهم..،والاهم من كل هذا أن اللعبة مجرد اداة تساعدهم على النضج، أخذ مكانتهم في المجتمع بحيث يصبحون أشخاصاً يمكن الاعتماد عليهم...!‏

في ختام الفيلم نعيش حيث نحن مع مشهد احتفائي بالمدرب الذي عرض حياته للخطر من اجل تدريب الفريق..وفي لحظة حاسمة حين يكون احدهم على وشك تحطيم الرقم القياسي الذي طلب والده منه تحطيمه بقسوة،ولكنه يقترح الاحتفاء بمدربه ليبدؤوا أولى خطواتهم نحو نضج مبكر نحو تكوين شخصيات متفردة.. لاتتذكر (الانا)الا عندما تقرر توظيفها بما تخدم الجموع.‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية