تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فلسطين .. امتحان لعروبة الأنظمة وإسلامها..!

كواليس
الأحد 18-10-2015
سليم عبود

في السياسة السعودية ، والخليجية عامة ، وفي السياسة العربية ،التي انفصلت عن مسارها القومي ، والعروبي .. نشأ مفهوم الأولويات .. أي مفهوم «المهم والأكثر أهمية ، والثانوي والمهمش»..والملغى ..

وهو مفهوم يقوم على اعتبارات وحسابات تقررها طبيعة أي قضية ،من حيث ضروراتها لطبيعة أي نظام ، وتأثيرها على استقراره .. إضافة إلى تحقيق رغبات دوائر دولية كبرى يرتكز استمرار هذه الأنظمة على رضاها.. ورعايتها لوجوده .. فدماء الفلسطينيين التي تنسكب على الأرصفة في القدس والضفة وغزة.. بفعل الإجرام الصهيوني .. باتت مسألة ثانوية لدى تلك الأنظمة النفطية الوهابية و الإخوانية ..وخارج الاهتمام نهائيا .. ودماء الأقصى تنزف من قلب ومشاعر كل مسلم وعربي,,رغم ادعائها بأنها القيّم على العروبة والإسلام باتت مسألة أقل من ثانوية ..أي هامشية جدا .. والقدس التي تؤمها قلوب العرب والمسلمين .. باتت قضية منسية..ومقصية .. إن القائم اليوم في السياسات الخليجية ، والعربية المرتبطة بالغرب.. الأولوية اليوم ليس للقدس والأقصى .. والقضية الفلسطينية .. وإنما لتدمير سورية ..وتدمير العراق .. والموجع أكثر اليوم تدمير اليمن الفقير المسكين المنكوب بنظام سعودي وهابي يهدف إلى إركاعه منذ سنوات طويلة ، وفرض الوهابية عليه ،هذا النظام السعودي اليوم يقوم باستعمال مخزونه من السلاح المتطور والفتاك الذي اشتراه بمليارات الدولارات من الغرب إرضاء للغرب.. على المدن والقرى والمدارس والجوامع والجامعات ومؤسسات الصحة والماء والكهرباء والجسور .. وهو سلاح لايسمح للنظام السعودي إن فكر باستعماله باتجاه إسرائيل ..وهو لن يفكر أصلاً.... مليارات دفعت للصناعات الغربية ، لو وظفت في مجالات التنمية الخليجية والعربية لجعلت منها دولا متطورة ومتقدمة صناعيا وحضاريا وعسكريا ، ولجعلت من العالم العربي جغرافيا تنهض عليها أهم مرتكزات العالم الاقتصادية ، ولكن لم يكن مسموحا لدول النفط بذلك.‏

المسموح اليوم .. بل المطلوب اليوم من هذه الأنظمة ، وبخاصة النظام السعودي الوهابي.. الصمت على مايجري في فلسطين .. الصمت على سفك الدماء الفلسطينية .. والجغرافية الفلسطينية والصمت على تهويد القدس.. وسرقة الأقصى .. والتوجه نحو تدمير العالم العربي والإسلامي.. في مفهوم الأولويات اليوم وسابقا وفي كل وقت.. تدمير سوريا أولا.. وتدمير العراق أولا.. وتدمير ليبيا أولا.. وتدمير اليمن أولا، وأولا.. وتدمير لبنان وإشعاله بحروب سياسية وطائفية ومذهبية .. لوضع حزب الله الذي يواجه إسرائيل، والذي حقق أيما هزيمة عربية وإسلامية على إسرائيل في مواجهات خارج المواجهة الفعلية .. والأولوية تغيير مسارات الصراع مع إسرائيل.. إلى صراعات عربية عربية، وإسلامية إسلامية ، وسنية شيعية .. وتحريك خطاب طائفي بغيض تكفيري وحشي .. يحل القتل والاغتصاب والسبي والتدمير لكل ماهو في مواجهة المد الوهابي الإخواني.‏

والعمل أيضا .. مايوّلد الأسئلة والاستغراب.. إن الأنظمة الخليجية الفاجرة .. تزايد بالعروبة والإسلام ، والإيمان ، والنقاء.. وهي أنظمة عاهرة .. تمول وتدير الإعلام العاهر.. والفاجر..والتكفيري.. والإعلام الطائفي، والتفكيكي، والمذهبي ، وإعلام الفحش، والرقص ، وتمرر الأفلام الأمريكية والغربية لتغيير أنماط السلوك والتفكير للأجيال الشابة بعيدا عن قضاياهم الأساسية وتتناسى تلك ألأنظمة بإعلامها.. وسياساتها ، وبرامجها التنموية فلسطين والأقصى والقدس.. هي تمول اليوم العمل الدموي والتدميري في كل المناطق التي عصف بها الربيع الصهيوني الوهابي ، ولا تقدم للمقاومة الفلسطينية ، والصمود الفلسطيني سوى الخيبة ، ومحاولات تدمير هذه المقاومة وتدمير الجهات التي تساندها « سورية، وحزب الله، وإيران ... وتدمير ثقافة المقاومة ، وثقافة العروبة، وأي انتماء إلى القضية الفلسطينة.‏

إن فلسطين اليوم .. وسابقا.. وفي كل الأزمنة ، طالما أن الاحتلال الصهيوني قائم .. هي مقياس حقيقي على عروبة أي نظام عربي.. ومقياس لصحة إسلام أي نظام عربي..‏

فهل نصدق اليوم في ظل هذا التجاهل للقضية الفلسطينية .. أن انظمة الخليج الوهابية والإخوانية .. هي أنظمة عربية وإسلامية ؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية