تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خطة أنان والدور السعودي -القطري المعرقل

شؤون سياسية
الثلاثاء 10-4-2012
محرز العلي

موافقة القيادة السورية على خطة المبعوث الدولي كوفي أنان بنقاطها الست بعد أن أكد خلال لقائه السيد الرئيس بشار الأسد أن مهمته تنطلق من احترام السيادة السورية وأنه سيعمل على وقف العنف بكل أشكاله من أي طرف كان

وصولاً إلى نزع أسلحة المجموعات الإرهابية لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وبدء حوار وطني شامل مع أطياف المعارضة تدل على أن القيادة ترحب بأي مبادرة عربية أو دولية من شأنها المساهمة بحل الأزمة السورية سلمياً دون التدخل بالشؤون الداخلية والحفاظ على قرار سورية المستقل.‏

الموافقة السورية على خطة أنان ترافقت مع تصعيد خطير للأعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات المسلحة المأجورة والتي تأتمر بأوامر قوى عربية وغربية تناصب الشعب السوري العداء حيث تم الكشف عن مجزرة يندى لها جبين البشرية في حي دير بعلبة في حمص راح ضحيتها 7 أطفال وامرأتان بالإضافة إلى تزايد أعمال الخطف والقتل وترويع المواطنين الآمنين الأمر الذي يشير إلى أن هناك قوى تعمل على تعطيل المبادرات التي من شأنها حقن الدم السوري وحل الأزمة بالحوار وهي تسعى جاهدة لعرقلة المبعوث الدولي كوفي أنان عبر إعطاء الأوامر لأذرعها الإرهابية بارتكاب المزيد من الجرائم، وبث الفوضى التي من شأنها تعقيد الأزمة وخلق أجواء توتر الوضع على الأرض وبالتالي قطع الطريق على المبعوث الدولي وخطته التي لم ترق لهم.‏

القوى التي تناصب سورية العداء والتي لم تخف تورطها في تأجيج العنف وبث الفوضى وزرع الفتنة ومساهمتها في سفك الدم السوري، وتحاول الآن عرقلة خطة، أنان هم مشيخات وبعض أمراء الخليج بالإضافة إلى تركيا التي تحتضن الإرهابيين وتوفر الملاذ الآمن لهم حيث أعلن هؤلاء صراحة عن دعم للمجموعات الإرهابية بالمال والسلاح ورصد مبالغ طائلة لدفع رواتب لهؤلاء المجرمين وبالتالي تشجعيهم على الإرهاب في سورية خدمة لمصالح أسيادهم في واشنطن والغرب، وفي هذا السياق قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن السعودية قامت بإرسال الأسلحة إلى المعارضة السورية وهذا ما يتوافق مع التقارير الاستخباراتية التي نشرتها صحيفة التايمز البريطانية والتي تؤكد جميعها تقديم النظام السعودي الدعم المالي للمجموعات الإرهابية المسلحة لشراء أسلحة متطورة، وصواريخ أوروبية مضادة للدبابات من أوروبا وإسرائيل، الأمر الذي يشير بوضوح بأن خطة أنان تنتظرها صعوبات لأن كلاً من السعودية وقطر اللتين تجاهران بنواياهما العدائية تجاه سورية سوف تضعان العراقيل أمام أي حل أو مبادرة سلمية لحل الأزمة السورية.‏

حكام السعودية وقطر الذين يناصبون الشعب السوري العداء والذين عطلوا عمل بعثة المراقبين العرب لأن تقريرهم أظهر تعاون القيادة السورية مع أعضاء البعثة، كما أظهر وجود عصابات مسلحة تستهدف المواطنين وعناصر الجيش وقوى حفظ النظام وهذا بالطبع يخالف ما يخطط له هؤلاء الحكام يحاولون الآن عبر التضليل والتجييش لقنواتهم التحريضية وتقديم المال والسلاح للمجموعات الإرهابية واستئجار مشايخ لإصدار فتاوى تخدم مشاريعهم العدائية وتخلق حالة من الفوضى في سورية يحاولون تعطيل مهمة أنان وتعقيد الأزمة لإلهاء القيادة السورية بالوضع الداخلي والنيل من دورها الداعم للمقاومة والممانع لمشاريع الهيمنة الاستعمارية على دول المنطقة بعد تقسيمها لدويلات وكانتونات ضعيفة والتي تتجلى الآن في السودان ومالي والصومال وليبيا.‏

موافقة القيادة السورية على خطة أنان مع الحفاظ على أمن الوطن والمواطن وانتهاك قطر والسعودية وتركيا للقانون الدولي عبر محاولات التدخل بالشؤون السورية حيث مواقفهم وأعمالهم الإجرامية المعرقلة أصبحت واضحة للعالم، والتي قال عنها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن تسليح المعارضة لاتتوافق مع مهمة أنان بالإضافة إلى الرسائل التي سربها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة الأخبار اللبنانية عن التعاون السعودي الإسرائيلي والتقارير التي تؤكد أن فكرة تسليح المعارضة السورية فكرة إسرائيلية كل ذلك يشير إلى أن السعودية وقطر تنفذان مخططات صهيوأميركية عدائية ضد سورية وتعرقلان الجهود الدولية لحل الأزمة السورية الأمر الذي يضع القوى الدولية الشريفة أمام مسؤولياتها والعمل على تجفيف منابع الإرهاب وفي ذلك تسهيل لمهمة أنان وإنجاحها وحقن الدم السوري وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحفاظ على سيادة واستقلال وطنه واستعادة أمنه واستقراره.‏

mohrzali@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية