تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خَطٌ على الورق... هل هؤلاء هم..؟!

ثقافة
الثلاثاء 10-4-2012
أسعد عبود

شدَّ الهمة إلى القسطنطينية، وعلى بلاط قيصر نسي هو من؟! وأصبح كل همه استقدام قوات الغزو لتطويع شعبه، فسقط في التجربة ومات مسموماً بالغرام، لأنه نسي، هو من..؟!

تتعدد الروايات حول رحلة الحب القاتل لشاعر الجاهلية الكبير امرئ القيس.. وثمة من يرى أن الملحمة وبطلها، إنما هي من نسج الخيال.. لكن قصيدته في السيرة تتحدث عن رحلة من جزيرة العرب إلى عاصمة الروم لاشك فيها.. والقصيدة تصف الطريق ومعالمها.. لكن هذا لا ينفي بشكل حتمي مشروعية الشك الذي أعلنه المرحوم الدكتور طه حسين بالمسألة كلها.‏

المهم في الحكاية موقف بطلها الذي استنسخه من بعده سلطان العرب «بورجوازيهم» ومثقفيهم..‏

امرئ القيس يجمع في شخصه الأنموذجين.. فهو وريث الملك.. وهو الشاعر عظيم الشأن.. أتراه بعد ذلك يخون وطنه..؟!‏

وتكررت الحكاية..‏

يغادروننا أمراء مال وأصحاب رزق وذوي عقول وثقافة.. لتراهم ممسوخين على أرصفة الغرب، متسولين، أو كالمتسولين، مهما تراءت لهم عظمة أوضاعهم.. ووعدهم قيصر بالجيوش لاستلاب العروش..‏

أما المثقف امرئ القيس، ومن استنسخ منه وعنه، فهو إما عانى من طغيان غباء غير مبرر لعبقري مثله.. وإما عانى من جرثومة الخيانة.. وفي الحالتين دفع الثمن غالياً.. حياته ولهفته ل»مريانا» أخت القيصر.. ولم يصلها..‏

من أرصفة أوروبا وصلت رسائل عديدة.. فيها رسالة البورجوازي المستنجد بالأجنبي ضد شعبه، وفيها رسالة المثقف الذي أسرع ليعتلي صرخة حق في شارع غاضب، وبدلاً من أن يلتحم بالحراك السلمي العلمي الصحيح.. التحم بخزائن المال واستنجد بالأجنبي لتطويع شعبه.‏

والسؤال:‏

من أجل فتح الباب لثقافة الديمقراطية وبناء مؤسساتها.. ما الذي يبقى لها من فرص على أرض يحتلها الأجنبي – لا سمح الله – أو من وطن يتحدى سيادته وكرامة شعبه الغزاة..‏

تسمعهم يتحدثون.. نقرأ لهم ما يكتبون.. فتأخذك الدهشة.. هل هؤلاء هم..؟!‏

ودائماً سيصعب عليك الجواب..؟!‏

هل هي غربة المال..؟!‏

أم هي خيانة المثقف..؟!‏

يحتاج هذا الوطن لمن يحميه، كي يبقى وطناً، ننتج على أرضه عاصفة الديمقراطية.‏

as.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية