|
ثقافـــــــة وفي تقرير لسانا عن الحفل قالت: تضمن برنامج الحفل مقطوعات موسيقية كان أبرزها (نوافير روما) للإيطالي أوتوررينو ريسبيغي التي قاد فيها المايسترو البريطاني الفرقة السيمفونية السورية محاولاً إضفاء لمسته الخاصة على المقطوعات مزاوجاً بين جوقة النحاسيات والكمنجات والطبول بأسلوب الفرق السيمفونية الضخمة حيث لقي هذا الأداء ترحيباً عالياً من قبل الجمهور السوري. كما قدم وليامز مقطوعة (أربعة فواصل للبحر) من تأليف بنجامين بريتن التي كانت مليئة بالحيوية بما تحمله من حساسية موسيقية خاصة ترافقت فيها أصوات الآلات النفخية بمزيج من أصوات التشيلو والإيقاع والكمان لتكون ما يشبه توليفة نغمية عالية الخصوصية في مخاطبتها للمشاعر الإنسانية عبر توظيف شبه كامل لمقدرات الفرقة الوطنية التي قدمت بدورها جهداً استثنائياً تحت إدارة المايسترو الضيف. (فانتازيا على لحن الأكمام الخضر) لـ رالف فون ويليامز كانت هي المقطوعة الاستثنائية في هذه الأمسية الدمشقية التي أعادت قاعة الأوبرا الرئيسة إلى مناخ الحفلات الكبرى حيث تميزت هذه الفانتازيا بدفق أدائي لمجاميع العازفين من خلال تجاوبهم مع ذائقة (وليامز) وتكيف الأعضاء الجدد في السيمفونية الوطنية مع هذا النوع من المقطوعات الصعبة لتكون مقطوعة (تنويعات اللغز) لـ إدوارد إيلغر خاتمة برنامج الحفل الذي يعتبر أحد أهم الأمسيات التي تحاول فيها إدارة أوبرا دمشق تقديم الفرقة الوطنية كأهم حدث ثقافي سوري في حفلاتها الشهرية. واستطاعت السيمفونية الوطنية أداء أمسيتها (مساحات بريطانية) مجسدةً خبرة قرابة عشرين عاماً مرت على تأسيسها كعلامة فارقة في المشهد الثقافي السوري تمكنت فيها هذه الفرقة من تعريف الجمهور المحلي على روائع الموسيقا الكلاسيكية متابعةً ترميم كوادرها بمزيد من الخبرات الوطنية التي نقلتها إلى مصاف الفرق العالمية الكبرى ذات السمعة الطيبة في تنفيذ وأداء عاليي الدقة والحساسية لأهم مؤلفات بيتهوفن وباخ وموزارت وتشايكوفسكي وغيرهم من عمالقة الموسيقا في العالم. يذكر أن هاوارد وليامز درس البيانو وحصل على درجات في الموسيقا من جامعتي أوكسفورد وليفربول وقاد عدة فرق مثل (فيلهارمونية لندن) و(الفيلهارمونية الملكية) و(فيلهارمونية ليفربول الملكية) ليشغل بعدها عدة مناصب كان أهمها تعيينه مديراً فنياً وقائداً أساسياً لأوركسترا بيكس السيمفونية في هنغاريا وحائزاً على تقدير لما قدمه للموسيقا الهنغارية على جائزة آرتيجوس وميدالية بارتوك كما أن وليامز عمل مع فرق أوركسترالية طلابية وشبابية في عدة أنحاء من العالم وتتم دعوته بشكل منتظم من قبل أوركسترا الأطفال والشباب السورية منذ تأسيسها عام 2008. والفرقة السيمفونية الوطنية تأسست عام 1993 على يد الأستاذ صلحي الوادي لتمثل سورية في المحافل الدولية مبرزةً وجهها الحضاري في الكثير من المهرجانات العالمية في بلدان عربية وأجنبية حيث عملت دوماً على تقديم روائع الموسيقا العالمية للجمهور السوري إضافة إلى التعريف بالكثير من المؤلفين العرب الكلاسيكيين من سورية وباقي الدول العربية. |
|