تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في فلسفة «القن» والأقنان!!

معاً على الطريق
الثلاثاء 10-4-2012
خالد الأشهب

قالت صحيفة الـ «ديلي ميل» البريطانية أمس أن الدجاجة «هيلدا» ربضت بالخطأ العفوي أو المتعمد عل مجموعة من البيضات وجدتها فجأة في عشها..

وفي ظنها الغريزي أنها لها، ومع انقضاء الأيام الثمانية والعشرين، صدمت هيلدا أيما صدمة.. عندما اكتشفت أن الصيصان الناتجة عن البيضات كانت فراخ بط وليست فراخ دجاج، لكن الغريزة دفعت بها إلى احتضان البطات الصغيرات والعناية بها دون أي سلوك عنصري تجاهها، ومشكلة هيلدا الحقيقية ليست اليوم، بل عندما يحين وقت العوم والسباحة, فالبطات الصغيرات ستعوم وتسبح في كل الاتجاهات في حين ستعجز هيلدا عن مجاراتها, هنا تنتهي قصة الصحيفة البريطانية حول مأساة الدجاجة هيلدا، ودون أن تذرف الصحيفة دمعة حزن واحدة على ما يمكن أن تقاسيه هيلدا من ألوان العذاب مع فراخ عدوانية الطبع ومختلفة النوع عنها.‏

والسؤال المضحك المبكي هنا: ماذا يمكن لهيلدا أن تفعل وقد وقع الفأس بالرأس؟ ولن يكون أمامها سوى حل من اثنين لا ثالث لهما، فإما أن تنسى البطات السباحة والعوم وهذا مستحيل، وإما أن تتعلم الدجاجة هيلدا العوم وهذا مستحيل أيضا!!‏

قد يكون الغباء وراء خطأ هيلدا في الربض على بيض ليس بيضها، ما عاد عليها بفراخ مختلفة النوع والوظيفة والأداء والهدف، وبالتالي، لن يكون ثمة اتصال أو حوار بينها وبين الفراخ ذات يوم ولن يكون هذا اليوم بعيدا ولا قابلا للجبر أو الجسر أو التجاهل، وحينئذ ستنقر الفراخ رأس هيلدا حتى تغشى أو تموت، وقد يكون افتقاد هيلدا للفراخ والصيصان من حولها، هو ما جعلها تربض بطيش ورعونة على أول بيض قدم لها دون أن تدقق أو تمحص في مالك البيض أو في من دفعه تحتها، الأمر الذي سيؤدي إلى المأساة ذاتها حيث الفراخ تريد ما لا تريده هيلدا والعكس صحيح؟‏

في الحالين، لن يهتم مالك هيلدا وراعي مزرعتها وموجهها بما ستنتهي إليه الدجاجة الغبية من ألم ومعاناة يومية مع فراخ ليست لها ولا هي من بيضها، ولكن! فقس البيض عنها وانتهى الأمر وها هي تعيث في المكان فسادا، تجيد فنون السباحة والعوم والابتعاد والاقتراب حين تشاء، دون أن يكون في قدرة هيلدا ضبطها أو تجميعها أو الادعاء بأمومتها وقيادتها، وحينذاك، لن يكون أسوأ الخيارات لدى هذا المالك الراعي وفي لحظة ما لن تبتعد كثيرا.. أن يحول هيلدا كلها إلى وليمة دسمة بعد أن يقطع رأسها وأطرافها ويفرغ كل ما في جوفها، ثم يسلقها، وينتف ريشها، ويشويها على نار حامية أو يقليها في زيت ساخن، يشرب نخبها ويلتهمها.. ثم لا يلبث أن يرميها إلى الخلف من الخلف!‏

أليس من الحكمة إذاً أن يتبصر الدجاج البيض الذي أمامه قبل أن يربض عليه؟ أليس من الحكمة ألا يؤخذ الدجاج بإغراءات الغريزة وجمهرة الفراخ.. تدور حوله ثم تنقض عليه؟.. أليس من الحكمة ألا يربض الدجاج على أي بيض سوى بيضه.. كي لا يدس أحد ما بيضا مجهولا يفقس فراخا لا تحمد عقباها ولا تؤتمن في ولائها؟؟‏

أما كان حري بـ «هيلدات» المعارضة ألا تربض على بيض خليجي أو تركي ليس بيضها، قبل أن يباشر المالك الأميركي نتف ريشها تمهيدا لشيها والتهامها.. و؟؟؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية