|
حدث وتعليق التي أعدت على مدى عام، وكل ما تم تجهيزه وتهيئته في الأقبية السوداء سراً لتحريك جماعات المعارضة في الخارج، وتمويل وتسليح المجموعات المسلحة أخفق، لذلك بات الوضع يسير نحو العد العكسي لكي تلفظ هذه المؤامرة آخر أنفاسها مع ما تبقى من أدوات ومن تحريض وفبركات وحتى ما تبقى من محاولات مكشوفة لاستخدام بعض الهيئات الدولية لممارسة الابتزاز والتهويل. إذاً سقطت ورقة التوت وتساقطت معها كل الاوراق الصفراء والثمار المريضة التي نخرها الدود بعد أن انتهى أوانها وتلاشت معها الوعود الكاذبة وتأكد لأعداء سورية في الخارج والمرتبطين معهم في الداخل استحالة النيل من سورية درع المقاومة وحصنها الحصين، ووقف الغرب بكل جبروته عاجزا عن إركاعها وتحول الحلم لدى بعض «النخب» المنبهرة بأسطورة الناتو الى مجرد سراب على بوابات دمشق وظهر ثمة من يريد المزايدة على مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية كوفي أنان. ونظراً للتواجد الكبير للمسلحين في مناطق مأهولة بالمدنيين فإن قبول سورية مبادرة أنان ليس قبولاً أو تسليماً بالخلفيات التي أملت الخطة، فالحل السياسي ينطلق من القيادة السورية، وتعهد خطي من قبل الإرهابيين بوقف إطلاق النار ثم يعود الجيش السوري إلى مهامه الموكلة إليه أساساً بعدما يتسلم السلاح من المسلحين، ومن دون ذلك فإن خطة أنان هذه ستكون فرصة للمجموعات الارهابية لإعادة تسلحها وتنظيم صفوفها وفرصة لأعداء سورية لمدهم بالمزيد من السلاح الذي طالما دعوا إلى ادخاله. صحيح أنّ كلّ الوسائل التي استُخدمت للنيل من استقلال سورية، تجسدت بإيقاع دموي عنيف فيه الكثير من الملامح الصهيونية وما أصاب سورية كان جرحاً بليغاً وسيمرّ وقت طويل حتى يندمل وقبل أن ينساه الشعب السوري ويتجاوزه، ولكنّ الصحيح أيضاً أن المؤامرة، ببعديها الإقليمي والدولي، قد سقطت أمام أسوار سورية صاحبة الشخصيّة الحضارية السورية المتمثّلة بمحطات المجد، وأعادت إلى الياسمين حضوره. بعد أكثر من عام على تلك المؤامرة، تبدل المسار وتكرّس واقع جديد، والأزمة على مشارف نهايتها، وسيعمل من لا يريد الخير لسورية، على استنفاد كل الوسائل قبل أن يعلن رفع الرايات البيض على أمل أن يكون ذلك قريباً. |
|