تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بيان شبابي يثير حراكاً في السعودية.. و احتجاج الطلاب يصل تبوك... الإعلان عن فعاليات أسبوع كسر القيود .. والمعلّمات ينتقدن الأسرة الحاكمة

وكالات - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 10-4-2012
أثار بيان شبابي وقّع عليه أكثر من 2600 شاب من الجنسين بالسعودية حالة غير معتادة من الحراك السياسي والفكري بالمملكة. واستمد البيان جزءا كبيرا من صيته من الجدال والمناقشات التي أحدثها على مواقع التواصل الاجتماعي.

فالبيان، الذي جاء بعنوان “بيان الشباب السعودي” حمل مجموعة من الرسائل غير المعتادة في أوساط المملكة حيث دعا إلى “عدم شخصنة المواقف وتحويلها إلى صراعات لإسقاط المخالف وتخوينه، ومواجهة الأفكار والمشاريع بمثلها دون وصاية أو فرض الآراء، وتعدي مرحلة المعارك المتبادلة ونبذ كل أشكال التحريض والاستقواء بالسلطة والنفوذ لإقصاء الآخر، وبناء مؤسسات المجتمع المدني التي تستوعب الجميع ولا تكون ملكاً لتيار أو جماعة، وتعميق المشترك الوطني لتوحيد الجهود، وبناء دولة الحقوق والمؤسسات”.‏

وأضاف البيان، مساحات إشهار واسعة النطاق لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، إضافة للمواقع والمنتديات الإلكترونية المحسوبة على “الخط الإصلاحي” بينما امتنعت وسائل الإعلام المحلية بوسائطها المختلفة عن التطرق إليه.‏

أحد واضعي البيان -طالبا عدم ذكر اسمه- وصفه بأنه “يمثل حالة رد على تصدع حالة الحوار السلمي بين التيارات الفكرية في الداخل السعودي خلال الفترة الماضية”.‏

وأكد أن بيانهم جاء لتحقيق أهداف مفقودة في الوقت الراهن كـ”ضمان الحريات وأدب الاختلاف، والتوقف عن اللغة التحريضية بين أطياف المجتمع وخاصة الإسلاميين والليبراليين، والابتعاد عن الاستقواء بالسلطة السياسية لإلغاء التيار المخالف بوسائل لا أخلاقية بلغة التشكيك والتخوين”.‏

من جهة أخرى قرأ مراقبون توقيت إطلاق البيان بأنه جاء بعد إلغاء الحكومة الكويتية في مارس/ آذار الماضي ملتقى النهضة الشبابي الثاني تحت إشراف الداعية المعروف سلمان العودة، خاصة أن أغلب موقعي البيان من المنتمين لفكر الملتقى والذين يرون أن “الهوية الإسلامية غيبت لمصلحة أطراف أخرى يغلب عليها التيار الليبرالي، ولم تمثل كل الطيف الشبابي السعودي”.‏

ومن ضمن من اعتبروا بأن البيان أتى على خلفية الملتقى الكاتب الإسلامي محمد الحضيف الذي أكد أن البيان يحمل رسالة مباشرة من الموقعين مفادها أن “طيف الشباب في السعودية ليس واحداً، بل هو ألوان مختلفة من التوجهات والمدارس الفكرية، ويغلب عليه الطابع الإسلامي العام”.‏

وحمّل الحضيف -الذي يعد من أشهر مغردي تويتر- بشكل رئيسي النخب الثقافية والفكرية المحلية مسألة “الاستقطاب الفكري والأيديولوجي عند الشباب من خلال الشعارات المختلفة” مؤكدا أن “بعض النخب الثقافية يتعامل مع الشباب كرعايا”.‏

وفي سياق متصل أعلن القائمون على الحراك المطلبي في المنطقة الشرقية عن فعاليات ما أسموه «أسبوع كسر القيود» يتضمن العديد من الفعاليات في أنحاء المنطقة.‏

تأتي هذه الفعاليات في سياق الثورة المندلعة في المنطقة الشرقية منذ أكثر من عام للمطالبة بإجراء إصلاحات جذرية في البلاد وطلب رحيل حاكم المنطقة الشرقية والقصاص من قتلة الشهداء.‏

الثورة التي قدمت حتى الآن ثمانية شهداء ومئات الجرحى و المعتقلين ما زالت مستمرة وبوتيرة متصاعدة. والنظام السياسي في البلاد في حيرة من أمره في كيفية التعاطي مع هذا الحراك في ظل ضعف القيادة والسيطرة في النظام بسبب تعدد الأقطاب والغياب الكامل لملك البلاد وتسليم إدارة البلاد لحكومة تصريف أعمال تديرها وزارة الداخلية.‏

أثبت شباب وبنات الحراك قدرتهم على الصمود أمام ضعف ووهن النظام ، والغلبة لمن يصمد في الميدان حتى نهايته، أمام مؤشرات عديدة على قرب اندلاع الثورة في كافة أرجاء البلاد فلا يمر اسبوع إلا ونرى اعتصامات متعددة في مختلف المناطق.‏

العوامية: اعتصام كسر القيود‏

تبدأ أولى فعاليات هذا الأسبوع في مدينة العوامية يوم الاثنين باعتصام في ساحة كربلاء الساعة الثامنة مساءً.‏

وكما تبدأ ثاني فعاليات هذا الأسبوع في العوامية ايضاً بمظاهرة كبرى من المتوقع أن يشارك فيها عدد من رجال الدين والناشطين الحقوقيين، والتي ستنطلق يوم الأربعاء عند الساعة السابعة والنصف مساءً.‏

جزيرة تاروت: تظاهرة كسر القيود المركزية‏

أما ثالث فعاليات هذا الأسبوع فتنطلق يوم الخميس الساعة الثامنة مساءً من دوار السمكة في جزيرة تاروت، والتي ستكون مظاهرة مركزية يشارك فيها الثوار من جميع أنحاء المنطقة.‏

الربيعية: تظاهرة كسر القيود‏

رابع فعاليات هذا الأسبوع تنطلق في مظاهرة بعد صلاة الجمعة مباشرة من مسجد العباس في بلدة الربيعية بإمامة الشيخ عبد الكريم الحبيل.‏

القطيف: جُمعة كسر القيود المركزية‏

تختتم فعاليات هذا الأسبوع بالمسيرة المركزية في القطيف والتي تنطلق من سوق مياس -جنوب شارع الإمام علي - بمشاركة الثوار والأهالي من جميع أنحاء المنطقة، ومن المقرر حضور عدد من الناشطين الحقوقيين.‏

ومن جانب آخر فقد تجمعت نحو 30 معلمة من معلمات «التعهد» عند مبنى إدارة التربية والتعليم في منطقة عسير أمس، للمطالبة بإلحاقهن بحركة النقل الاستثنائية التي أعلن عنها أخيراً.‏

وأكد عدد من المعلمات (فضلن عدم ذكر أسمائهن) لـ«الحياة»، أنهن أتين من محافظات ظهران الجنوب وسراة عبيدة وتهامة وخميس مشيط وبللحمر وبللسمر والنماص للمطالبة بنقلهن إلى أماكن سكنهن على الرغبة الأولى أسوة بزميلاتهن اللاتي نقلن في حركة النقل الأخيرة التي صدرت في شهر محرم الماضي.‏

وأكدن أنهن يعانين، لكون بعضهن يعملن ثلاثة أعوام مدة التعهد، والبعض الآخر يعشن من دون محرم في مواقع بعيدة، أو يتجرعن آلام السفر اليومي إلى مواقع عملهن. وقالت إحدى المعلمات: «نطالب بفتح حركة النقل الخارجية أمامنا هذا العام أسوة بالأعوام السابقة، ورفع الظلم عنا، وأن ينظر في وضعنا قبل تثبيت المعلمات البديلات»، مشيرة إلى أن المتجمعات اليوم، هن من المتخرجات أعوام 1430هـ و1431هـ و1432هـ، وهن أولى من البديلات بشواغر المدن، «فنحن جميعاً كنا متعاقدات وخدمنا في مجال التعليم أكثر من 7 أعوام قبل التعيين الرسمي ونستحق تقدير خبرتنا قبل وبعد التعيين، وفتح باب النقل لنا».‏

وأضافت أن أعداد البديلات بالآلاف، ولو تم تثبيتهن داخل المدن فسيؤدي ذلك إلى حرمان معلمات التعهد من النقل إلى المدن لسنوات عدة، مشيرة إلى أن بعض المعلمات تعمل في محافظات بعيدة عن مقر سكنها أكثر من 200 كيلو متر.‏

وتساءلت عن مدى قانونية ما فعلته وزارة التربية والتعليم عندما أجبرت معلمات التعهد عند تعيينهن بتوقيع تعهد بعدم المطالبة بالنقل مدة 3 أعوام؟ لافتة إلى أن لائحة النقل في نظام الخدمة المدنية تنص على أن تكون المدة عاماً واحداً فقط، وليست ثلاثة أعوام. إلى ذلك، قال مدير العلاقات العامة والإعلام في إدارة التربية والتعليم في منطقة عسير أحمد فرحان لـ«الحياة»:‏

«التقى المدير العام للتربية والتعليم في منطقة عسير جلوي كركمان بالمعلمات، وطلب منهن تقديم عريضة بمطالبهن لرفعها إلى وزارة التربية والتعليم التي سيكون بيدها القرار».‏

وقد تجمعت طالبات القسم الأدبي «السنة التحضرية»، في ساحة كلية الآداب، في جامعة تبوك، في حي المصيف، أمس» في اعتصام لهن في ساحة الكلية كنوع من الانتقال لاستخدام أدوات العالم الحر للتعبير ورفض اسلوب رفع العرائض البالي وما كانت تسميه سلطات الاستبداد في البلاد سياسة الباب المفتوح.‏

وفي إشارة للمباني المتهاكة للجامعات في دولة النفط السعودية نقلت الشرق عن الطالبة (ع، هـ):‏

« أشعر بالخوف كل يوم من التصدعات في المبنى، كما أن الجامعة تعلم بوجود التصدعات، ولا نعلم متى سيتحركون لمعالجتها».‏

وفي سابقة رضوخ من السلطات تحت الضغط الطلابي قالت الصحيفة:‏

« أوضح المتحدث الرسمي بجامعة تبوك الدكتور نايف الجهني أن عدداً من الطالبات تجمعن، أمس، وقدمن مطالبهن لبعض المسؤولين، الذين حضروا موقع التجمع، ومن بينهم وكيل الجامعة الدكتور عبد الله الذيابي ووكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور صالح المزعل، مضيفا أنهم استمعوا لمطالب الطالبات».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية