تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دفء الربيع يحيي مقاهي الرصيف بدمشق

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 10-4-2012
مع قدوم فصلي الربيع والصيف، وما إن تلوح شمس آذار بأشعتها الدافئة حتى تبدأ الحيوية تدب في الكثير من مقاهي الرصيف المنتشرة في أماكن عديدة بدمشق، فتجمع بين أركانها زواراً من مختلف الأعمار، سوريين كانوا أم سياحاً من عرب وأجانب،

قادهم الشوق لرؤية أماكن دمشق العريقة وشوارعها الغناء، بعد أن أبعدتهم برودة الشتاء لوقت قصير عن التجمل ببلدهم والتواصل مع الأصدقاء والأحباء.‏

مرتادو تلك المقاهي يعتبرون أن الاقبال الكثيف عليها أصبح ظاهرة اجتماعية وثقافية وفنية في عصرنا الحالي، خاصة أن الفئات التي ترتاد مثل تلك الأماكن هم في أغلبيتهم من طلاب الجامعة والمثقفين والأدباء والفنانين إضافة إلى العديد من كبار السن الذين يجلسون يراقبون المارة والجالسين وأذهانهم تقارن بين الحاضر والماضي، ما يجعلها نموذجاً مصغراً عن حاراتنا ومجتمعنا.‏

وإذا سألت بعض رواد تلك المقاهي عن شعورهم بمتعة الجلوس مع من يحبون فيها، فيقولون لك إن مقاهي الأرصفة خلقت جواً اجتماعياً جميلاً يعبر عن أهل دمشق وحبهم للتآلف، فضلاً عن أن هذه المقاهي أضفت الكثير من الروعة على الأماكن، وغيرتها نحو الأفضل، ودمشق عرفت الكثير من المقاهي العريقة وهذا دليل على أن الفكرة قديمة إلا أنها نمت في الأحياء الجديدة أيضاً، وزادتها اللمسات الحديثة تألقاً وخاصة مع اقدام أصحابها على القيام بأعمال الديكورات الجـذابة واختيار الطاولات والكراسي بنماذج عصرية جميلة ولافتة، إضافة الى اللوحات الجدارية والرسومات التي تعطي كل مكان طابعه الخاص وزبائنه المختلفين.‏

اما اذا سألت احد العاملين في تلك المقاهي عن اقبال الزوار، فيجيبك على الفور بأنه ما إن يبدأ الطقس بالاتجاه الى الدفء فإن الزبائن يطلبون الجلوس في الخارج، وفي هذه الفترات بالذات يكتظ المقهى بالناس من كل الفئات والاعمار، وبعضهم ينتظر احدى الطاولات كي تفرغ ليستقروا عليها وفي بعض الاحيان يأتي البعض ويخرجون خائبين، فلا يوجد اي مكان لهم بسبب الازحام.‏

نعم ان الجلوس في تلك المقاهي المنتشرة في العديد من الاماكن العريقة في دمشق مشهد ممتع ومحبب لدى الكثيرين، وهو ينبض بالحياة والحيوية، ويسلي الجالسين والمارة في آن معاً، ولكن في نفس الوقت فإن هذه الظاهرة لا تزال تلقى معارضة من قبل البعض وخاصة السكان المجاورين الذين يعتبرونها مصدراً للضجيج وتضيق عليهم الارصفة وتعيق مرورهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية