|
رؤية وكنت شخصياً خلال الحديث الذي كان يدور بين اثنين وأنا ثالثهم , أفكر بالوزير الجديد الذي استلم مهام الوزير ( المقتر ) والذي أثبت بالبرهان , انبساط يديه على آخرها , بطريقة لم تكن معهودة , ليس عند الوزير السابق فقط , بل عند كل الوزراء الذين سبقوه . ومع أنه , والحال هذا , ليس مقتراً, فإننا لم نلحظ أبداً أية ملامح تطوير في وزارته , بل إن معظم أدواته التطويرية انصبّت على أمور شكلية , لا تعني عمل الوزارة في شيء . ومع أنني مع التطوير , وهو بالفعل يتنافى مع التقتير , غير أن المسافة بين الأمرين بالغة الحساسية .فإذا كان التطوير يحتاج إلى شيء من التبذير ( كما يرى المتحدث ) فإن الأمر يحتاج إلى آليات عمل تحدد ما هو مطلوب فعلاً , وأين يمكن أن يكون المسؤول مبذراً أو مقتراً. مثل هذا الكلام , باعتقادي الشخصي , سلاحاً ذو حدين , أحد طرفيه مفيداً, أما الآخر فهو على الأغلب ضارٌ . فالبلاغة في اللغة, كما هو معروف, هي الاقتصاد فيها , أما الفعل فليس له حدود , ولذلك عندما نكون مبذرين يجب أن تظهر الأفعال على الأرض , وإن لم يكن الأمر على هذا الحال , فإن ظنوننا لا بد أن تكون في محلها بالوزير اللاحق , وهذا ما قد يدفعنا إلى حديث لاحق عما يمكن تسميته بثقافة التقتير والتطوير في مؤسساتنا , وبخاصة الثقافية منها . ghazialali@yahoo.com |
|