|
مجتمع حيث تتولى الجمعية إعادة الاستفادة مما هو فائض عن الحاجة على صعيد الغذاء والدواء والكساء والأثاث..وللوقوف عند مساهمات وأعمال هذه الجمعية التقت الثورة الشيخ سارية الرفاعي مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية فقال: ارتأت الجمعية أن تقدم مشروعاً جديداً للحفاظ على الهدر الذي نراه في مجتمعنا فبدأنا بالغذاء بعد أن وجدنا أن كماًً هائلاً من بقايا الطعام في الولائم التي تقام في النوادي والفنادق تهدر ولعل ما يتبقى من وليمة واحدة قد يطعم مالا يقل عن 200-300 عائلة.. ومن ثم توسع المشروع بعد أن بدأ المتبرعون يساهمون بتقديم المواد الغذائية,ما دفعنا الى أن نقيم مطبخاً لاطعام الأعداد المتزايدة من الأسر الفقيرة حتى باتت بقايا الطعام لا تشكل أكثر من 20% وأصبحت الأسر المستفيدة حتى الآن تزيد عن 5000 أسرة.. إنقاذ مريض يقول الشيخ الرفاعي: عملنا على جمع الدواء من المنازل فشكل هذا رقماً كبيراً جداً,وانهالت بعد ذلك الأدوية الى صيدلية المشروع وعندما علم الأطباء بذلك قدموا ما لديهم من أدوية ونماذج طبية وتبرع أصحاب شركات الأدوية بكميات كبيرة منها,وباتت صيدلية المشروع تقدم الدواء لستة آلاف عائلة,وفي سنة واحدة صرف ما لايقل عن عشرة آلاف وصفة طبية,إضافة لذلك يقوم المشروع بإعارة بعض المعدات الطبية من أسرة وما شابه للمرضى الفقراء والمحتاجين لهذه المعدات في بيوتهم. لحظات الفرح..أغلى ما يملك الإنسان وفي قسم الكساء يستقبل المشروع الملابس المستعملة الجيدة ليقدمها للفقراء وخاصة اليتيمات والفقيرات في مناسبة زفافهم,فقد لا تجد أم اليتيمة في جيبها ما يؤمن لابنتها استعداداً لزفافها شيئاً من المال,فتأتي الى المشروع وتأخذ مالا تقل قيمته عن خمسين ألفاً ليرة سورية ألبسة ولعل بعضها يصل ثمنه الى مئة ألف ليرة سورية.. ولدينا عشرات البدلات لإعارتها بخلاف الفساتين الأخرى التي تقدم هبة,وتجد الفتاة تبكي أمام أمها لأنها لم تتصور أنها في يوم من الأيام حتى لو كان والدها على قيد الحياة أن تنعم بمثل هذه المكرمة.. وقد توسع المشروع بتبرع تجار الألبسة بما لديهم من ألبسة نسائية وأطفال وسوى ذلك,وجمعت هذه التبرعات في صالة لا تقل مساحتها عن ألف م2 تدخل المستفيدة ببطاقتها التي تحمل عدد أفراد أسرتها لتختار احتياجاتها وكأنها في /سوبر ماركت/ تكريماً لها,ولم يتوان تجار الأقمشة عن تقديم ما لديهم من قماشٍ غالي الثمن,واتفقنا مع معامل لتفصيلها وتقديمها للمحتاجين دون أن يتحملوا عبء أجور التفصيل وغيره.. أثاث المنزل.. ومن جانب الأثاث يقول الشيخ الرفاعي: لقد وجدنا أن الكثير من البيوت يبدلون أثاثهم تجديداً حسب رغبة أهل البيت,لكن القديم وهو جيد لو عرض للبيع لم يشكل ربع ثمنه إن لم يكن أقل,لكن في نفس الوقت يمكن أن يزوج شاباً ويؤسس بيتاً من لا شيء,فيأخذ المشروع غرف النوم ولعل إحداها كلفت أكثر من مئة ألف ليرة,واتفقنا مع بعض الورشات لتجديدها وتقديمها لشاب يريد الزواج,ونكون بذلك قد ساعدنا مئات الشباب من هذا الهدر. ويستقبل المشروع كل ما ينسق من البيوت من كهربائيات وثلاجات ليقدم بدوره للفقراء.. وقد توسع المشروع ليستوعب المتبرعين من أصحاب المصانع ويقدم الجديد للأسر الفقيرة إضافة للقديم.. مئات الملايين من الهدر وعن حجم ميزانية جمعية حفظ النعمة يقول مؤسسها إن حجم الواردات وميزانية الجمعية يتناسب مع الهدر الذي نجده في المجتمع والذي يصل أحياناً الى مئات الملايين,وهذا ليس بعجيب,حيث ورد الى الجمعية في سنة واحدة ما يزيد على مليون قطعة لباس بما فيها فساتين الأعراس وغيره مما غلا ثمنه,وهذا الهدر يشكل ثروة هائلة,لذلك اتخذت جمعية حفظ النعمة شعار /ثروة بلا مال/. وفي إطار آلية عمل الجمعية أضاف: وجدت الجمعية أن تكون أنشطتها واستيعاب المستفيدين من وارداتها عن طريق الجمعيات القائمة في البلاد,فهي تتعاون مع مالا يقل عن ستين جمعية خيرية في دمشق وريفها حيث تعطى بطاقات للأسر الأسوأ حالاً ومسجلة لدى تلك الجمعيات,من منطلق قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) فالتعاون بين الجمعيات مطلوب لسد حاجة أكبر عدد من المحتاجين والفقراء.. > هل لديكم واردات من الخارج? >> نحرص كل الحرص على أن تكون واردات الجمعية من أبناء بلدنا,فبلادنا ولله الحمد بخير,وأهلها يسعون للخير دائماً ولسنا بحاجة لنطرق أبواب أحد رغم أن العديد مما سمع عن المشروع من الأخوة خارج البلاد عرضوا خدماتهم . لكننا حتى الآن لم نستقبل شيئاً من التبرعات ولا مانع لدينا من قبول أي تبرع من خارج البلاد عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتكون على اطلاع فيما سيردنا في المستقبل من تبرعات عينية أو نقدية. أنشطة مستقبلية وعن النشاطات المستقبلية يسعى المشروع إلى تشغيل الفقراء حتى لو كان مقعداً ما دامت يداه تعملان, فيقدم للفتيات ماكينات خياطة,تطريز, وللشباب عملاً في المصانع والمحال التجارية وورشات العمل, لتعليم بعض مهن التجارة والكهرباء وخصوصاً للأيتام الذين نالوا شهادة الثانوية وتخلى المتبرعون عن مساعدتهم لأنهم تجاوزوا سن اليتم, ووجدنا أن هذه السن الخطيرة سن المراهقة تحتاج إلى رعاية أكثر من الرعاية في صغره,فإما أن يتابع دراسته الجامعية أو يتعلم مهنة لئلا يكون عالة على المجتمع, هذا بالإضافة إلى ورشات تعليم مهن للإناث من اليتيمات والفقيرات تتناسب مع أنوثتهن, وهذا سيكون في المستقبل القريب إن شاء الله ويضيف الشيخ الرفاعي: لعلي استفدت من كلمة سمعتها من السيد الرئيس بشار الأسد في لقاء خاص يتحدث فيه عن تطوير عمل الخير, في أن نقدم للفقير ما يحيله من مستفيد إلى منتج وذكر أنه قدم لعائلة فقيرة تملك أرضاً ويفتقرون إلى ما تحتاجه من زراعة وغيرها, عشر بقرات فأصبحوا بعد ذلك من خلال الوارد وبعد سد حاجتهم يقدمون المساعدة لأقربائهم الفقراء. وللأيادي البيضاء حضورها في االأزمات ما إن سمعت الجمعية بالكارثة التي حلت بإخواننا في لبنان إلا وبادرت إلى استضافة ما يقارب عشر مدارس ودور لتقدم لهم ثلاث وجبات يومياً, كما ساهمت بالتعاون مع الهلال الأحمر وبإشراف السيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في إرسال ما تمكنت جمعه من مواد غذائية وطبية وألبسة لهؤلاء المتضررين, فكانت السيارات تجوب على هذه المراكز ومعهم من الأطباء ومن يخدم هؤلاء الضيوف بتقديم الغذاء والكساء وما يحتاجون إليه من حليب أطفال وغير ذلك ولعل هذه المحنة كانت سبباً في جمع الكلمة وترجمت حب الشعب السوري للخير. |
|