تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سقوط الحكومة اللبنانية

معاً على الطريق
الاربعاء 16/8/2006م
غسان الشامي *

كانت الأشلاء لا تزال ترفع أيديها من تحت الردم في الضاحية الجنوبية وامرأة لم يجف الدم عن الحِرام الذي يغطي جثتها مع أولادها الثلاثة في صور, وطائرات حالوتس تقصف المدنيين, والمقاومون يفعلون الأعاجيب في عيتا الشعب وبنت جبيل وعلى التخوم في مشروع الطيبة (انتظروا صور مجزرة الدبابات في وادي الحجير),ووقف إطلاق النار ينتظر حتى الصباح ليزرع مجازر أخرى في الجمالية وبريتال..كانت الحكومة اللبنانية تطلب من حزب الله نزع..سلاحه !?.

اختار فقهاء في الحكومة توقيت النصر كي يعلنوا هزيمتهم فإذا لم تستطع أمريكا وإسرائيل نزع سلاح المقاومة بعد آلاف الغارات وآلاف الأطنان من القنابل المتنوعة ظنت نايلة معوض وبيير الجميل وأحمد فتفت ومروان حمادة أن باستطاعتهم فعل ذلك تحت اللحاف الذي يستظلون به,أي القرار ..1701فطارت الحكومة من جلستها.‏

بعربيتها الفصيحة وجملتها المركّبة وشِعرَها المصبوغ انبرت الوزيرة معوض لتطالب المقاومة بتسليم سلاحها فوراً,فيما برطمَ الجميل بعبارات من نوع( رعد2) فهم منها أن الهزيمة لحقت بلبنان وأن القرار الدولي واضح ويجب تطبيقه فوراً, وغطى فتفت كلامه المتلفز والمستبطن بضرورة بسط سيادة الدولة, التي أمر 350 من عناصرها الأمنية في ثكنة مرجعيون بأن يتفادوا المقاومة,لحمايتهم, ثم رُتبت طريقة إخراجهم لتتلقفهم الطائرات الإسرائيلية في كفريا, بحجة تنفيذ القرار الأممي الذي مسحت إسرائيل العشرات من أمثاله بعجيزتها, أما حمادة فاستخدم لغته المواربة وتهويله بأن الدول الكبرى تملك الأقمار الاصطناعية وترصد كل شاردة وواردة,لا يمكنها رغم الانتصار, القبول بسلاح المقاومة وصواريخها, وتناسى أن هذه الأقمار عجزت عن رصد 4000 صاروخ حوّلت شمال فلسطين إلى ربع خالٍ.‏

الحكومة نفسها هي التي خرج وزير إعلامها ليعلن تبرؤها من شغب حزب الله ومغامرته وعدم تنسيقه في اسر جنديين إسرائيليين.‏

الحكومة نفسها هي التي مرر رئيسها البنود السبعة في مؤتمر روما,دون عودة للشركاء وبلعت المقاومة الموسى وتحفظت على بندين..,في سبيل الوحدة الوطنية.‏

الحكومة نفسها التي بكت على الهواء مباشرة, تصوروا لو أن تشرشل بكى حين قصفت لندن?, الحكومة التي قالت بعد مجزرة قانا إنها لن تقبل بأقل من انسحاب فوري للجيش الإسرائيلي,قبلت بانسحاب تدريجي,وقاتلت كي لا تترك أحداً يتحفظ علناً على بنود القرار البولتوني,لاحسة دموعها ودموع اللبنانيين الصابرين وعزّتهم ورائحة بنادق مقاوميهم.‏

الحكومة نفسها,بالناطقين والمستترين فيها, تخوفت من النازحين الذين فاجؤوها..مو..,بالعودة إلى بيوتهم المهدّمة قبل أن يجف حبر القرار الدولي الأزرق..معلنين انقلاباً من نوع آخر على الرياء.‏

هذه الحكومة سقطت,رغم كل ما يقال أنها فعلته لمصلحة لبنان, سقط بعض من فيها أخلاقياً وعملياً,فجمهور المقاومة وحاضنته الشعبية لم يعد يثق بها, وآن الأوان لحكومة إنقاذ وطني تمثل قوة هذا الشعب تعيد إحياء ثقافة المقاومة والممانعة والنصر..حكومة لا يعتمد بعضها على الخبث والقناصل.. حكومة ترسْمِلُ على انتصار لبنان وتعدّ العدة للأيام الآتية..حكومة أكثرية اللبنانيين الذين قاوموا قتالاً واحتضاناً.‏

أما بخصوص سلاح المقاومة,فإنني أقترح على قطيع المحللين الانهزاميين وبعض الساسة من أمثال معوض وفارس سعيد وسمير فرنجية وقاطيشا وخشان ومن خشّ معهم أن يقوموا بعمليات انتحارية على صواريخ وعتاد وذخائر المقاومة,علّهم يستطيعون إنجاز ما لم يقدر عليه بوش وأولمرت..معاً ن ن نً.‏

ghassanshami@gmail.com‏

* كاتب و صحفي لبناني‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية