|
حماية المستهلك وبعد رحلة عمل شاقة وطويلة يأتي الحصاد فيدفعون تحويشة العمر على أمل أن ترد المحاصيل لهم ما أنفقوه على زراعتها وحصادها وتعطيهم أرباحاً تمكنهم من الاستمرار. هؤلاء يقعون اليوم تحت مطرقة قاسية يحملها التجار المرتاحون في كل شيء, الذين يأخذونها على الجاهز, رأسمالهم لسان وعلاقات ومحل صغير في سوق كبير, وعدد من الحويصة, فيفرضون أسعارهم على المزارعين الذين يقبلون ما قسم لهم ويتابعون رحلة العودة لتبدأ بعدها مرحلة أكثر وجعاً تصل بين التاجر وصغار التجار يكون ضحيتها المستهلك بأسعار عالية تحكمها الكثير من المسائل والأولويات التي تحافظ على سعر مرتفع للسلعة التي يتعاملون بها, وإدارة شاطرة جدا تعرف ما تفعل بالتأكيد وتستطيع التحكم بحركة السوق وتدفق السلع إليها وبالتالي ضبط الاسعار حسب ما تمليه جيوبهم وخزائنهم التي يبدو أنها لا تشبع. الفلاح أو المزارع البسيط الذي ينتج موسميا الخضر والفواكه بات أمام خيار ما يسمونه القناعة.. والتاجر بات أمام معادلة الحاجة لما يبيعه وزيادة طلب المستهليكن عليه وبينهما حلقات مفرغة لا يعلم بها إلا الله في ظل غياب الرقابة إن لم نقل تعطيلها, وفي ظل حركة مريحة الاسعار تعمل بموجبها اللجان المختصة.. فليس من المعقول أن تشهد الخضار في موسمها مثل هذا الارتفاع في وقت لا يجد فيه المزارع ما يمكنه من دفع تكاليف قطافها وشحنها الى التاجر المرتاح.. وأكثر من ذلك إن السعر الذي يتقاضاه لا يسد جزءا من حاجته. هذه الحلقة لا تتعلق بالمنتجات الزراعية وحدها.. بل تتعداها الى الكثير من السلع والمنتجات الصناعية الأخرى والتاجر هو المستفيد الأكبر, وهو المرتاح الأكبر, وهو الذي يطالب بالمزيد. فكيف يمكننا ردم الهوة بين الجانبين, وكيف يستفيد المستهلك من فارق الاسعار لصالحه. سؤال برسم الادارات المختصة واللجان المختصة وأصحاب القرارات التي تحتاج الى الكثير من الحزم والجرأة.. خدمة للفلاح والمزارع والصناعي البسيط.. وخدمة للمستهلك بالنهاية. |
|