|
كتب جيفارا. مناضل.. مقاتل, مقاوم.. من المفردات الأكثر شيوعاً على الشفاه عند الحديث عنه.. لكن يندر أن يهتف أحد :(جىفارا المثقف).. ربما لأن ليس الجميع يعلمون أن جيفارا في أًْصعب الظروف التي مر بها كان يحمل شيئين في جيبه ومهما كان الوضع حرجاً (ًمصاصة المتة وديوان بابلو نيرودا تحديداً ديوانه (استيلا نيفرا) وحالما تلوح له فرصة لاستراحة ما تحت شجرة أو وراء صخرة أو بقلب حفرة فإنه يستل مصاصة المتة ويقرأ أشعار نيرودا?! ويقتحمنا السؤال.. هل كان يقرأ الشعر كتعويذة من نوع خاص? واضح أن العالم ما زال يتوق لأولئك البشر.. من الطراز المضاد.. أمثال جيفارا.. ألم يتجه الكثير منا- وبشغف- خلال مهرجان دمشق السينمائي الأخير- إلى الصالة التي عرضت فيلم (جيفارا)? بطبعنا كبشر.. مولعون بمن يمضي حتى النهاية ممتحناً العالم به أو العكس? حيث لا عويل, لاندب, لابكاء, إنما مواجهة. وجهاً لوجه.. وعراك يتجاهل الحتف والخوف.. يهرق دمه لكن لايهرق.. كرامته.. وإذا كانت كل الطرق تبدأ بدم فلتنته بدمه.. هكذا الأسماء تليق بالتاريخ .. بالمفكرات والأيام حيث الزمن لايستغفل.. أما الكتب فلبطونها .. مجد التدوين وبضع رسائل بقلم رجل مثل جيفارا يكفي أن تمنحها مجد التصدر على رفوف ذاكراتنا.. جيفارا في رسالته الأخيرة لوالديه ذكر: (- أعرف أنها النهاية).. قبل بخسارة مؤقتة.. لأنه على يقين بأن أميركا ستكون هي الفريق الموعود بالخسران? |
|