|
شؤون سياسية ويجب ألا ننسى أن سياسات الحزب الجمهوري لا تختلف عن الديمقراطي, فالتجارب والسنون علمتنا أن كلا الحزبين فيما يتعلق بأمتنا العربية متفقان على أمور أساسية وثوابت راسخة يأتي في مقدمها: الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وتفوقه ونهب ثروات المنطقة وفي مقدمتها النفط, ومنع امتلاك أي دولة في المنطقة للتكنولوجيا المتطورة وخاصة العرب وإجهاض أي تقارب أو تضامن بين أي قطرين عربيين والإبقاء على حالة الانقسام والتجزئة وزيادتهما يوماً بعد يوم وإذكاء الطائفية والنعرات العرقية والاثنية وغيرها. وإذا كان يراود البعض أملاً بأن )أصحاب الفيل( سيكونون أقل بطشاً وتوحشاً من أصحاب )الحمار( الذين أوقعوا المنطقة والعالم في كوارث كبيرة يصعب الخلاص منها بيسر, فهم قد دمروا العراق و أفغانستان ووضعوا أسس تقسيم المنطقة وخاصة العراق إلى دويلات ,على الأقل دولتان تكون إحداهما ربيبة للكيان العنصري الصهيوني ويعملون الآن لتقسيم السودان وتهديد نظامه والتعامل معه بالعصا والجزرة , فإما الاتهام بجرائم الحرب وتدمير النظام وتلفيق التهم له, هذا إلى جانب تشويه البنى التحتية في الوطن العربي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بفيروسات العولمة المتوحشة وصولاً إلى الاستلاب والتبعية والخنوع. إن كلاهما عدو لنا ولا خلاص لنا إلا بتماسكنا وتعاضدنا والتعالي عن الصغائر والتوجه إلى التضامن والمقاومة وبناء الذات بما يخدم مصالحنا القومية العليا, ومهما بدت الامبراطورية الامبريالية قوية فإن بدأت تتهاوى وبدأ المسرح الدولي يصعد عليه لاعبون جدد وذلك بسبب الكلمات التي تعرضت لها من المقاومين في أرجاء العالم وبسبب غطرستها, فإذا كانت شهيتها قوية لإبتلاع العالم فإن أسنانها أيضاً قد أصابها النخر وأصبحت غير قادرة على قضم كل ما يحلو لها, وهي اليوم تشبه الوصف الذي أطلقه يوماً تشرشل على موسوليني )بأن له شهية مفتوحة دون أن يكون له أسنان( والأمر نفسه بات ينطبق على الكيان الصهيوني الذي لم يعد صاحب اليد الطولى في المنطقة يبطش بمن يريد, وساعة يريد حيث أصبح هناك من يضرب على يده ويعيدها مغلولة وأصبح استمرار الكيان موضع تساؤل من قبل قاطنيه من شعوب الأرض قاطبة, فقد بدأت ملامح الشيخوخة على هذا الكيان وعدم الثقة بجيشه وفقدان بريقه لدى الصهاينة أنفسهم قبل المعجبين في أوروبا وأميركا على أي حال: إننا على يقين بأن نهوض أمتنا وانتصارها لابد آت فقد بدأ النهوض على يدي المقاومة البطلة وأخذ المشروع المقاوم ينمو ويشمخ وهذا يعطينا الأمل بأننا قادرون على لجم من يحاول التطاول علينا وقد ولى الزمن الذي كنا فيه حقل تجارب للآخرين ومرتعاً لنزواتهم . |
|