تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كم قادتنا منافقون!!

هآرتس
ترجمة
الأحد 7/9/2008
ترجمة :أ. أبو.هدبة

التقطت صور لموفاز في منزله حافي القدمين بسبب نصيحة مستشاريه أن يتخلى عن صورة الشخص المتشدد الذي يفتقد لروح الدعابة وهو انصاع لهم.ودعا المراسل والمصور الى منزله و اختار البقاء

حافيا لكي يظهر بصورة شعبية.فضلت تسيبي ليفني في المقابل ان تلتقط لها الصور على شاطئ البحر وهي ترتدي ملابس رياضية وحذاء عاليا , لكي تظهر هي الأخرى بهذه الطريقة قريبة من الشعب.‏

يبدو, للوهلة الأولى ليس من اللائق التركيز كثيراً على الحيل الإعلامية التي يبتكرها مستشارو الدعاية لدى المرشحين لرئاسة كاديما (ولرئاسة الوزراء في الأحزاب الأخرى).‏

خاصة وان الصرعات التي يأتون بها تكرر نفسها وموجه لنفس الغرض ولديها نفس الدوافع الشفافة. وكائنا من كان المرشح أو المرشحة أو المتنافسين ومهما كانت وجهات نظرهم يتطلع المسؤولون عن الدعاية لديهم الى إظهارهم كأشخاص ظرفاء من الشعب يتحدثون مع الآخرين باحترام ذات مرة في إسرائيل الصغيرة تذكر قادة حركة العمل ان مناصبهم الرسمية قد جعلتهم يتعودون على ارتداء البدلات الرسمية وربطات العنق والقدوم في قمصان مفتوحة الياقات للاجتماعات الحزبية. هم أرادوا ان يقولوا للناس ان الملابس ليست هي التي تصنع الإنسان كمقولة مارك تفيان الشهيرة, وإنما السياسي الذي يلبس رغماً عنه الزي التنكري الذي يتطلبه منصبه. اليوم حيث لم تعد هناك لقاءات حزبية ولم تعد حيل الملابس تنطلي على الناس يفضل المسؤولون عن الدعاية توجيه زبائنهم والتقاط صورة لأنفسهم وهم حفاه في منازلهم.وهكذا بضغطة زر تتحول ليفني من امرأة ذات ملامح جدية ورسمية المظهر الى شخص ودي يصافح الناس ويعانقهم و يبتسم من دون توقف. وأفي دختر رئيس الشاباك الغامض وزير الأمن الداخلي الذي يظهر دائماً متمترسا حول هدفه يظهر على الشاشة في ملابس البحر وهو يمارس سباحة الصباح ويقبل زوجته قبل الخروج الى العمل. وموفاز الذي يحبذ الابتعاد عن الناس يقوم فجأة بالتربيت على أكتافهم في مسعى للاحتكاك بهم حتى انه يقبل إحدى النشيطات التي جاءت لمؤتمر تضامن نظم من اجله.‏

باراك يفوق الجميع حين يعرض شقته الكرستالية الفاخرة في أبراج اكيروف للبيع.المواطن العادي يتساءل متى سيظهر هؤلاء الأشخاص أمامه بصورتهم الحقيقية: عندما يتلونون أمامه في المعركة الانتخابية , أو من خلال سلوكهم المعروف له طوال أيام السنة. هذا ليس سؤالاً ينطوي على سذاجة لأن تكتيك الدعاية الذي يدفع السياسيين للرقص على أنغام مستشاري الدعاية ليس مجرد مسألة تقنية وإنما يعبر عن طابع الثقافة السياسية: الناخب لا يعرف ما هي عقيدة المرشحين لقيادة الدولة وما هي خطة عملهم وما هي الحلول التي يقترحونها للمشاكل المطروحة على جدول الأعمال الوطني. ذلك لأنهم يغيرون آراءهم والتزاماتهم السياسية مثلما يغيرون صورتهم برمشة عين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية