تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أساتذة الجامعة... هموم قديمة... متجددة ... ومستمرة

مجتمع الجامعة
الأحد 7/9/2008
ميساء الجردي -سامر محمود

مع بداية عام جامعي جديد مشكلات وهموم عديدة طرحها بعض أساتذة الجامعة حين توجهنا للسؤال عن أهم الترتيبات والتحضيرات التي تخص عملهم كهيئة تدريسية في الجامعة!

سبعة أقسام لأربعة مدرجات‏

في كلية العلوم تحدث الأساتذة عن عدم تناسب عدد القاعات والمدرجات مع أعداد الطلاب الموجودة والمتزايدة ومع عدد الأقسام, حيث يوجد سبعة أقسام في كلية العلوم لأربعة مدرجات, إضافة لبعض القاعات والتي لاتفي بالغرض العلمي, ولهذا يستمر الدوام في الكلية حتى ساعات مسائية متأخرة, وهناك محاضرات يومية تبدأ الساعة السادسة مساءً حتى الثامنة.‏

أما تأثير ذلك فهو يعود على الطلاب الذين يدخلون الحرم الجامعي في الساعة الثامنة صباحاً ويخرجون من محاضرة علمية ليدخلوا في محاضرة أخرى, فكيف لهم أن يتحملوا كل هذا الزخم من المعلومات وبنفس النشاط والحيوية حتى الساعة الثامنة مساءً?‏

إضافة إلى أن الكثير منهم يقطن خارج المدينة ويحتاج لوقت كبير ليصل إلى منزله, وبالتأكيد بعد ذلك, لن يجد هذا الطالب الوقت لمراجعة الدروس والمحاضرات التي أخذها خلال النهار.‏

أما الأساتذة فإن ضيق المكان لايسمح لهم بالبحث العلمي وقالوا: لو كان لدينا ثمانية مدرجات فقط لكانت الأمور محلولة ولكننا تركنا الساعات المسائية للأبحاث العلمية.‏

/غرف ضيقة/‏

ويبدو أن الأماكن الضيقة ليست في قلة المدرجات والقاعات فقط بل في المخابر وفي قسم الحاسوب الذي لايتسع إلا لعشرين طالباً فقط وفي غرف الأساتذة .‏

من يسير في ( الكريدور) ويلقي نظرة على هذه الغرف سيجد على كل غرفة قطعة نحاسية كتب عليها أسماء ستة أساتذة ومن يدخل إليها سيجد ممرات بالكاد يدخل منها الدكتور حتى يصل إلى طاولته ولن يجد الطالب مكاناً يراجع فيه دكتوره, ولن يجد الدكتور مجالاً ليعمل في الجامعة فكل الأمور تؤخذ إلى المنزل.‏

/غياب التكييف/‏

هي مشكلة أيضاً يعاني منها الجميع (أساتذة, طلاباً) الغرف والقاعات والمدرجات باردة جداً في الشتاء وحارة جداً في الصيف, جميعها غير مكيفة, هناك طلاب يرتجفون من البرد في الامتحان الأول وطلاب يسلمون أوراقهم بيضاء بسبب شدة الحر في الامتحان الثاني, ونحن نعلم أن الصيف يبدأ من الشهر الرابع أي في منتصف السنة الدراسية.‏

ويصف الأساتذة هذه الحالة: بأنها ظروف قاسية يدرس فيها أولادنا.‏

/99% الحق على الطالب/‏

وفي حديث آخر التقينا الدكتور جمال مللي وسألناه عن رأيه في نسب النجاح في كلية العلوم فقال: متاح للطالب مراجعة الدكتور في أي وقت وفي أغلب الأحيان تقديرات الطالب حول مايكتبه تكون خاطئة, لأننا نعتمد في كلية العلوم على سلم تصحيح دقيق ولايوجد في المواد العلمية شطح ومط (يا صح, ياخطأ) و 99% يكون الحق على الطالب.‏

ويقول: استقرائياً يفترض أن تكون نسب النجاح في كلية علمية من 20-30 في السنة الأولى ومن 30-40 في السنة الثانية ومن 40-50 في السنة الثالثة, ويفترض أن تكون فوق ال60 في السنة الأخيرة لأنه يجب أن تعتمد على تسلسل المستويات والمهارات والخبرات.‏

ومع ذلك أنا أضيف تأييدي إلى مقترحات بعض الأساتذة التي تقول: يجب الاهتمام بطالب العلوم وتشجيعه على دخول الكلية والمثابرة في أقسامها لأنها هي أم العلوم والبحث العلمي, ومن الضروري مساعدة طالب العلوم بإعطائه مبلغاً مساعداً من المال في كل شهر, وربط الكلية بالمجتمع بشكل فعلي (الربط بين النظري والعملي).‏

/إعادة التأهيل/‏

لا تهتم رئاسة الجامعة بالتأهيل, عبارة رددها العديد من الأساتذة, وكان رأيهم: إنه يتوجب على رئاسة الجامعة وضع خطة سنوية لإرسال أساتذة الجامعة للتأهيل بإيفاد شهري للاطلاع والمشاركة والتعرف على مستجدات العلوم في الجامعات والدول الأخرى.‏

كما نلاحظ أن مكتباتنا هي ذاتها لايحدث بها تجديد في الكتب والمراجع وهي لا تهتم بالكتب العلمية الحديثة الموجودة باللغات الأخرى, وبخاصة اللغة الإنكليزية.‏

ويشير الأساتذة: إن تجديد الانترنت للمكاتب خطوة جديدة وتحل مشكلة كبيرة, لكنها لا تحل مشكلة الإيفاد لامتلاك اللغة التي يحتاج لاتقانها إعادة تأهيله والتواصل مع مستجدات العالم.‏

في كلية الآداب, قسم الفلسفة تحدث د. توفيق داوود: إن الجامعة مقصرة مادياً بحق الدكتور أثناء سفره وتلقيه دعوة خارجية لحضور مؤتمر أو نشاط, فهي لا تدفع له أي مبلغ مادي يعينه على ذلك, حتى إنها لا تتحمل دفع رسم الخروج له, ولولا دفع الجهة صاحبة الدعوة تكاليف السفر وبطاقة الطائرة, لا يفكر الاستاذ الجامعي بتلبية أي دعوة, لأنه غير قادر مادياً على تحمل نفقات السفر.‏

تسعيرة الكتاب قليلة‏

كما اعتبر د. داوود أن تسعيرة تأليف الكتاب الجامعي لا تتناسب مع الجهد والتعب الذي يبذله الاستاذ الجامعي لإصدار هذا الكتاب, ومن خلال تجربته فقد قام بتأليف كتاب علم الاجتماع الجنائي والقانوني وسهر عليه الليالي, النتيجة كانت حصوله على مبلغ قدره: خمسون ألف ليرة, أما الجامعة فإنها حصدت مبلغاً كبيراً منه, فلماذا لا تشارك الجامعة مؤلفه?‏

وتحدثت لنا إحدى الأستاذات تشكو همها والوضع المادي الذي يعانيه أستاذ الجامعة, واعتبرت (خياطتها غير المتعلمة تنتج خلال يومين جزءاً كبيراً من راتبها كأستاذة جامعية), فالجهد الذي يبذله الدكتور للحصول على شهادته لا يتناسب مع الراتب الذي يتقاضاه, فالشهادة تعاني من ظلم مادي.‏

البحث العلمي في المرتبة الأولى‏

والتقينا أ-د علي الأمير - اختصاصي في علوم الدماغ الحديثة والأمراض العصبية ومتعاقد مع جامعة دمشق.‏

حيث تحدث عن مشكلات موجودة في الجامعة وقسمها إلى قسمين: الأول يتعلق بالأساتذة والثاني بالمناهج التعليمية, وأهم المشكلات التي يتعرض لها الأساتذة تتعلق في جعل التدريس في المرتبة الأولى والبحث العلمي في المرتبة الثانية, وهذا يعتبر بعكس الهدف الأساسي للجامعة, الذي يجب أن يكون فيه البحث العلمي في المرتبة الأولى والتدريس في المرتبة الثانية, والسبب الأساسي لهذه المشكلة هو عدم تفريغ الأستاذ الجامعي, وإيجاد دخل مناسب له, وبدون هذا الأمر لا يستطيع العمل على إيجاد بحوث علمية.‏

أماالقسم الثاني : إن البرامج التعليمية لدينا تلقينية وخطابية وإنشائية ولا تعتبر تحليلية وهي لا تعتمد على إشراك الطالب بفاعلية, ويجب علينا إيجاد علاقة تبادلية بين الأستاذ الجامعي والطالب تكون قائمة على الحوار والاحترام المتبادلين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية