|
من البعيد ما يدعو للحديث عن هذه المهرجانات اليوم أنها أصبحت ارتجالية غير مدروسة وأصبح هناك ما يشبه السباقات نحو المزيد من المهرجانات. واللافت في معظم المهرجانات المبالغ التي تنفق على استضافة الفنانين الذين يأتون من خارج سورية للمشاركة في إحياء الحفلات وأيضاً نفقات السفر والإقامة, ولا أعتقد أن المردود المتحقق إذا كان هناك من مردود يتوازن مع حجم الانفاق. الأمر الآخر هو أن بعض الجهات المعنية تفرغت بالفعل للمهرجانات, وأصبحت هذه المهرجانات العمل الأساسي لهذه الجهات وتركت أعمالها الرئيسية ولاسيما الخدمية منها. أما الأمر الثالث فهو أن بعض المهرجانات يغلب عليها الطابع الترفيهي وطبعاً لنأخذ وسائل الترفيه شريطة ألا تكون على حساب الأهداف المتوخاة منها. لا شك أننا ندرك ونتفق مع الجميع أن المهرجانات بمختلف أشكالها وسيلة مهمة للإبداع وإحياء التراث.. وهي عندما تكون كذلك تجسد بالتأكيد مقولة (إن الفن رسالة وحضارة) ,لكن الحقيقة أن ما يحدث على أرض الواقع يختلف عن الشعارات والعناوين المطروحة. يضاف إلى ذلك التناقض والتشابك والخلط في عناوين وأنواع هذه المهرجانات حيث لم تعد تعرف الجهة صاحبة الاختصاص في مهرجانات الغناء والتراث والسياحة والثقافة.. ولعله من المفيد الانتباه اليوم إلى أولويات عمل كل وزارة ومحافظة, فعندما تكون هذه الأولويات في وزارة الإدارة المحلية مثلاً للغناء والطرب, وفي وزارة السياحة بناء الوعي ونشر الثقافة, وفي وزارة المواصلات مراقبة الفنادق والمطاعم فإن الأمور تكون قد اختلطت إلى درجة كبيرة. فهل أصبحنا بحاجة ملحة إلى مراجعة شاملة لهذه المهرجانات?! younesgg@muktoob.com |
|