تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكلمات لا تكفي!

حدث وتعليق
الأحد 7/9/2008
حسن حسن

الحرب الاسرائيلية الظالمة ضد الفلسطينيين في غزة اتخذت اشكالا عدة اقلها الحصار الصارم واغلاق المعابر, والتوقف عن تسليم الوقود والمواد التموينية, وقطع الكهرباء.

ان اهل غزة وقد تقطعت بهم السبل اصبحوا امام حصار غير مسبوق.. حصار اشبه ما يكون بحرب ابادة جماعية متعمدة لشعب يعيش على تراب ارضه, وتسيل دماؤه بأيدي الغزاة الذين تقاطروا على ارضه من كل حدب وصوب منذ وعد بلفور اللعين 1917 وحتى اليوم.‏

كل ذلك والعالم صامت صمت القبور لا يحرك ساكنا ولا يتدخل ولا يشجب ولا حتى يذرف دمعة, هذا الوضع المأساوي لم يحرك الضمائر, ولم يشفع لاهل فلسطين بالنصرة.‏

اين اميركا التي تدخلت في العراق واحتلته لانقاذ اهله بزعمها? واين اوروبا التي قاطعت زيمبابوي , لان رئيسها اعاد الاراضي الزراعية الى المواطنين من غاصبيها? انه عالم ظالم جاحد, لا يعرف المنفعة الضيقة ولا تحركه الا المصالح? انه وضع كئيب ومشين يصعب وصفه.. تقصر عنه الكلمات.. فها هو الشعب صاحب الارض يضطهد ويقتل من قبل محتليه وغاصبيه.‏

يبرز الحصار في مشهده الكئيب ومنظره البشع والمعابر قد اغلقت كلها والطرق قد سدت ليسجل التاريخ نكبة انسانية لشعب اراد الحياة الحرة الكريمة على ارضه فحول المغتصب حياته الى جحيم ويحدث هذا امام العالم الذي يرفع شعار الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان و)ام الديمقراطيات( بلاد العم سام تدعم اسرائيل بالمال وبكل اسلحة الدمار فيقتل بها شعب فلسطين البريء المظلوم! ولعل السؤال الذي ينتظر الامة العربية هو: هل سينتظر العرب الى ان يتم القضاء على كل من بداخل غزة ليكون لدينا دليل آخر على جرائم اسرائيل ضد الانسانية?! ألم يحن الوقت بعد لكسر هذا الحصار الظالم .‏

وليعلم العرب ان تكبر اسرائيل وتجبرها وعنادها واعتداءاتها سببها أنها تملك القوة ولن يوقف اعتداءاتها وجبروتها الا ان نملك القوة مثلها ونزيد, اما الكلمات النارية والتنديدات فهي لا تجدي فتيلا ولن توقد فتيلا فالاطفال المرضى والشيوخ والنساء والمعوقون لن تجديهم تلك التنديدات ولن تحميهم الكلمات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية