|
قاعدة الحدث والتي تعرف تاريخياً بأنها المنطقة السهلة في جنوب جبال الهملايا من الجهة الغربية وتخضع إلى ثلاث دول هي :الصين والهند وباكستان. الهند وباكستان بلدان نوويان لديهما تاريخ من الصراع على كشمير والتي تعد منطقة جبلية يرغب بها الطرفان ويسيطر كل منهما على جزء منها منذ سبعين عاماً فما هي حكاية وأسباب هذا النزاع على كشمير؟ كشمير أصبحت بؤرة لصراع دولي مستمر، ففي ١٥ آب ١٩٤٧ رايات «الراج البريطاني» أي الاحتلال البريطاني انطوت للأبد من درة التاج معلنة انتهاء حكم دام قرابة قرنين في شبه القارة الهندية. لكن هذا المشهد سبقته مهمة أخرى جلبت معها واحدة من أكبر مآسي القرن العشرين وهي مهمة أوكلت لمحام بريطاني اسمه «سيريل رادكليف» كلف برسم حدود المنطقة وأعطي ٣٦ يوماً لإنهاء المهمة. انتهى قبل الموعد وكانت النتيجة جغرافيا جديدة بديموغرافيا جديدة أيضاً قسمت شبه القارة الهندية إلى دولتين: باكستان ذات الغالبية المسلمة بجزئيها الغربي والشرقي الذي أصبح لاحقاً بنغلادش، والهند ذات الغالبية الهندوسية. لكن هذا الانقسام لم يكن بهذه السهولة بل كلّف الجانبين الكثير وقع ضحيته قرابة مليون قتيل و١٢ مليون شخص وجدوا أنفسهم في المكان الخطأ ففروا عبر الحدود. ولكن ماذا عن كشمير؟ في ذلك الوقت لم تكن كشمير ضمن التقسيم ولم تحسم أمرها بعد وحاكمها الهندوسي «المهراجا هاري سينغ» قرر أن يمضي وحيداً بعيداً عن الدولتين وأن يستقل بكشمير دولة جديدة. لكن هذا الاستقلال لم يكن يسيراً بل كان هناك ثورات متتالية للأغلبية المسلمة بدعم باكستاني أثارت قلق الحاكم الهندوسي. المهراجا قرع أبواب الهند طالباً المساعدة، والهند وافقت ولكن كان هناك شرطا وهو: كشمير يجب أن تنضم للأراضي الهندية. تدخلت الهند واشتعل فتيل أول فصول الحرب في كشمير في تشرين الأول ١٩٤٧ أسفر عن احتلال الهند ثلثي الإقليم. لكن لعنة كشمير لاحقت الهند من الجانب الآخر حيث دخلت الصين على خط المواجهة فنشبت الحرب الصينية الهندية عام ١٩٦٢ وسيطرت الصين حينها على منطقة «أكساي تشين» في كشمير ومازالت تحتفظ بها حتى الآن. مدفوعة بالنجاح الصيني حاولت باكستان عام ١٩٦٥ أن تكسب مزيداً من الأراضي في كشمير لكنها لم تستطع، ووافقت الهند وباكستان على وقف إطلاق النار في نفس العام. وفي عام ١٩٧١ نشبت الحرب الثالثة بين إسلام أباد ونيودلهي وانتهت بهزيمة باكستان. وتم توقيع اتفاقية «شيملا» عام ١٩٧٢ بين الطرفين التي تنظم العلاقة بينهما. وعام ١٩٩٩ وبعدما أصبح البلدان نوويين نشب أيضاً نزاع مسلح بين الهند وباكستان عندما حاولت الأخيرة السيطرة على منطقة «كارغيل» الواقعة تحت السيطرة الهندية. وتشن جماعات مسلحة تدعمها باكستان هجمات من وقت لآخر ضد القوات الهندية في كشمير، بل إن بعضها نفذ هجمات في الداخل الهندي كان آخرها في بومباي عام ٢٠٠٨ راح ضحيتها ١٦٠ شخصاً والهجوم على السفارة الهندية في العاصمة الأفغانية كابول. في عام ٢٠١٣ من كانون الأول اتهمت نيودلهي باكستان بالوقوف خلف هجوم شنه مسلحون على البرلمان الهندي وحشدت الجيوش على الحدود بين الجانبين. في آيار من العام ٢٠١٨ اتفق مسؤولون عسكريون من الطرفين على تجنب تبادل إطلاق النار في إقليم كشمير المتنارع عليه. مؤخراً في ١٤ شباط ٢٠١٩ أدى هجوم انتحاري إلى مقتل أربعين جندياً في كشمير الهندية، ردت الهند بقصف مواقع قالت إنها للجماعة التي نفذت الهجوم داخل أراضٍ تسيطر عليها باكستان ما أشعل فتيل توتر بين البلدين وتبادل البلدان إعلان إسقاط طائرات وأسرت باكستان طياراً هندياً أعادته لاحقاً إلى نيودلهي. باكستان ترى في سيطرة الهند على كشمير تهديداً لأمنها القومي والمائي باعتبارها منطقة حيوية لوجود ثلاثة أنهار رئيسية للزراعة بالإضافة إلى خطوط التجارة وشبكة السكك الحديدية. أما الهند فترى كشمير عمقاً استراتيجياً لها أمام الصين وباكستان ترى أن استقلالها على أساس ديني أو عرقي سيفتح الباب أمام مطالب ولايات أخرى بالانفصال، وتتهمها منظمات حقوقية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في كشمير. الحال في الداخل الكشميري ليس أكثر استقراراً فالمجموعات المسلحة في كشمير توزعت بين الحركات الداخلية ويغلب عليها الطابع السياسي، والحركات الخارجية المسلحة أيضا كجيش محمد وتتهم الهند باكستان بدعمها. بين آمال الاستقلال ووعود الاستفتاء يظل سكان كشمير بين مطرقة الهند وسندان باكستان فمتى سنشهد آخر فصول الحكاية؟ |
|