تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معادلات تزداد رسوخاً

نافذة عللى الحدث
الاثنين19-8-2019
عبد الحليم سعود

لا يكاد يمر يوم تقريباً دون وقوع أحداث وتطورات جديدة تثبت مرة تلو المرة صوابية وجدوى انتهاج خيار المقاومة في مواجهة مشاريع الهيمنة والعدوان والأطماع الخارجية

التي تستهدف المنطقة، وقد أثبتت الحرب على سورية وحروب وتطورات أخرى شهدتها المنطقة في العقدين الآخيرين أن الذين أفشلوا المشاريع الأميركية والصهيونية ومنعوا آلة العدوان من تحقيق أهدافها وطموحاتها هم المتمسكون بهذا الخيار لا المستسلمين للإملاءات والمشيئة الخارجية.‏

فقد ظهر جلياً وبصور عديدة أن الأميركيين لا يحسبون أي حساب سوى للذين يملكون القوة والإرادة ويستطيعون الدفاع عن وجودهم وحقوقهم، أما أولئك الذين يتسولون الحماية الخارجية والدعم الخارجي ــ على شاكلة بعض الممالك والدويلات القائمة حالياً ــ فيقتصر دورهم على دفع الإتاوات بجبن وتنفيذ الأوامر المعطاة لهم ولو كانت على حساب بلدانهم وكرامة الشعوب التي يحكمونها.‏

والمتتبع لمسار التطورات المتعلقة بأزمة احتجاز السفينة الإيرانية من قبل السلطات البريطانية في جبل طارق وما سبقها ولحق بها من أحداث، سيصل إلى ذات النتيجة، حيث كان لثبات إيران على مواقفها الرافضة للضغوط والتهديدات الأميركية واستعدادها الجدي لمواجهة كل السيناريوهات المتوقعة، الفضل الأكبر في إجبار «القراصنة» البريطانيين على التراجع عن فعلتهم الدنيئة والإفراج عن السفينة المحتجزة دون شروط، وهذا يرسخ معادلة قوة جديدة لصالح محور المقاومة الذي تشكل إيران أحد مكوناته الرئيسية.‏

المنازلة الأميركية والغربية مع محور المقاومة في المنطقة لن تنتهي عند هذا الحد، بل ربما ستتواصل بأشكال وأطر مختلفة، ولكن مع ثقة أكبر في النفس لدى كل المنتمين لهذا المحور، ولا سيما بعد الانجازات الكبرى التي تحققت وتتحقق في سورية بمواجهة الإرهاب، والتي تتحقق في جبهات أخرى مثل العراق ولبنان واليمن وفلسطين، إضافة للمواجهة الحامية فوق مياه الخليج، حيث يترسخ نهج المقاومة فكراً مقنعاً وسلوكاً ناجعاً على ماعداه، الأمر الذي ينغّص على المعتدين وأدواتهم مشاريعهم، ويجعل اليقين بنصر شعوب المنطقة على الطامعين فيها أعلى مرتبة من كل الاحتمالات الأخرى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية