|
الصفحة الأولى الرئيس التركي سيمشي على رأسه قبل أن يتمم المبعوث الأميركي جيفري الاتفاق حول (الآمنة)....وبحكم المطبات الكردية هناك سيرتج الرأس في أنقرة... لايشبه أردوغان سوى ساندريلا في الحكاية التاريخية للأطفال... فقد كستها الساحرة الأميركية كل الأمنيات حتى تدق ساعة جديدة في المنطقة عندها سيعود أردوغان كما كان لكن دون ان يبحث أحد هذه المرة.. لن يرقص حتى مع «أمير النصرة»... ستنتهي الحكاية على حدود المعركة في إدلب.. جيفري وبعد كل التهليل التركي لعمليات مشتركة مع أميركا في «منطقة آمنة» عاد ليبرز الخلاف مع أنقرة حول الأكراد ...إذا على ماذا كان الاتفاق!؟ واشنطن تمزق المعاهدات الدولية مع الدول الكبرى هل يراهن الرئيس التركي على مصداقية ترامب في بضع كلمات قالها وهو صاحب الرقم القياسي في ابتلاع التصريحات والتنصل من الوعود بكبسة زر على تويتر.. ثمة من خرج تركياً يتحدث عن خطط بديلة لأنقرة في حال تهربت واشنطن من وعد «المنطقة الآمنة»...يضحك من يضحك في البيت الأبيض ويمضغ المشهد بقطعة من حلوى الوقت.. الأميركيون يقهقهون.. هل يظن أردوغان حقاً أنه الوحيد القادر على إنتاج الخطط البديلة ..يحاصرونه بالاتفاقات كما تحاصره روسيا وايران في سوتشي وآستنة... وقد يورطونه بالشرط الجزائي.. أردوغان مغرم بالوعود على شاكلة ساندريلا.. الكل يكسوه بالاجتماعات وفي حفلات القصور السياسية ويعريه في الميدان.. ماذا يفعل والساعة العسكرية تقترب أكثر في إدلب وقد بلغت خان شيخون ..حتى الجولاني لن يلحق به وفصاؤله تتحول لفئران... يتصرف السلطان وكأن الجميع مكتوفو الأيدي.. قد تحرك موسكو ذراعها بدبلوماسية في سوتشي لكن يدها الأخرى مع دمشق في الميدان ..والدليل في أخبار الميدان السوري.. أليس مايحرر حتى الآن في ريف حماة وإدلب هو امتداد بشكل أو بآخر للوجود التركي بوجهه الإرهابي في سورية؟.. ماذا يتبقى من وجه أردوغان إذاً دون ملامح النصرة؟! واشنطن لاتريد عنب التسويات بل قتل الناطور التركي لروسيا، هناك فقط تحلو لها المفاوضات عندما تحرق ورقة الجوكر الإرهابي... أردوغان... فهي ورقة الضغط في الاصطفافات والتوازنات ...واشنطن تريد أردوغان حياً سياسياً أو مقنوصاً في ذراع اتفاقاته مع موسكو... إن لم يكن معها فهو ضدها.. هذه هي اللهجة الأميركية... واشنطن تحاول البقاء في الجزيرة السورية فوق طبقة من العفن الانفصالي.. وتريد من أردوغان حراسة الشمال دون المساس بمصالحها الطافية على تلك الطبقة... ولذلك تصبره بالجزرة (الآمنة) كما فعلت مع الكثيرين من قبله.. ترامب يجيد إمساك الجزرة بخيط من مصالحه قد تكون أوروبا الأكثر خبرة بلعبته لدرجة التذمر منه.. لن نقول إنها خرجت عن طوعه بعدة مواقف ولكن جبل طارق على الأقل بدأ بالتمرد... فالإفراج عن غريس 1 إشارة تلتها الكثير من التصريحات.. عقوباتك على إيران لن تكون بنفس درجة عقوباتنا.. بهذه الفروق بالدرجات قد يتضح أكثر المزاج الأوروبي من أميركا ... قد يكون المزاج الأوروبي الأكثر وضوحاً، وإلى أن يصل الدور إلى المزاج السعودي تكون المنطقة قد دخلت في مراحل متقدمة جداً من التغيرات... ربما ننتظر التغيرات المناخية والجغرافية والكثير من الزلازل السياسية التي يزول بها نظام ويظهر آخر حتى تأخذ السعودية دورا وتتحول الى لاعب وليس لعبة تستهلك المنطقة... لاتغير الأحداث في قوم مالم يغيروا ما بأنفسهم... والدليل أنه وعلى الرغم من مشروع محمد بن سلمان ورؤيته للمملكة وعلى الرغم من كل الديكورات الأميركية في السعودية وإقامة الحفلات الفنية ودعوة الفنانات للغناء بلباس محدد بقي الحال في جوهره بعيداً عن ما أوحت به الرياض.. تخيلوا أن قاضياً في السعودية رفض دعوى لسيدة أميركية متزوجة من سعودي بحضانة ابنتها بحجة ان الفتاة قد تتأثر بعادات وتقاليد الغرب.. فإذا لم تتحول المملكة إلى (باربي) أميركية في الجوهر فالحفاظ على الوهابية مطلوب في دورها بالمنطقة وفي الصراع المفتعل مع إيران ..الجوهر الوهابي ذاته وإن تحول النظام السعودي إلى (باربي) بيد ترامب ولكنها لعبة منقبة!! |
|