|
الافتتاحية وبعيدة عن النص الأصلي للمقاربة السياسية للتطورات ومشاهدها المختلفة، وتحديداً حين يتعلق الأمر بإدلب وجوارها ودور النظام التركي عدواناً واحتلالاً، مدفوعة بنيات لا تخلو من إحاطة مغلوطة..!! ولعل ما يتم تداوله من تقوّلات لتفسير بعض المعطيات الميدانية والتطورات على الأرض، وتحديداً فيما يخص نقاط المراقبة التركية وطريقة التعاطي مع التنظيمات الإرهابية التي رعتها، يأخذ منحى تلك الذرائعية بمسوغات أقرب إلى التهويل، وأحياناً تكون جزءاً لا يتجزأ من حملة العلاقات العامة المضللة لتسويق ما عجزت عنه بالإرهاب، عبر سياقات تبدو أقرب إلى استكمال التحايل التركي الذي وصل إلى الحائط المسدود. النقاش ضمن هذه الدائرة الضيقة وداخل هذا الحيّز المحدود يجعل المقاربات والتحليلات داخل متاهة، أرادها الآخرون ومنظومة العدوان الغربي عموماً أن تكون جزءاً من «البروباغندا» الدعائية الأكثر خطورةً، وخصوصاً بعد أن فقدوا إلى حدٍّ كبير التجيير الإعلامي، الذي كان يتحرك قبل أيّ جس نبض ميداني، والذي غالباً ما كان أمر عمليات للتنظيمات الإرهابية تمّ استخدامه على نطاق واسع. الأهم أنه حين تغلق السياسة أبوابها، أو تستعصي عليها الأمور، يكون الميدان سبيلاً طبيعياً باعتبار أن الوجود الإرهابي لا يمكن التغاضي عنه تحت أيّ شعار، وهو ما يفسر الاعتماد على تسويق بعض التقوّلات الخاطئة القائمة على قراءة مغلوطة للسياق السياسي وللمعادلات التي تنشأ على جذرها، والمسوغات غير المنطقية في فهم التفاصيل المدرجة على أجندة المرحلة. فالنظام التركي الذي فقد آخر المسوّغات، وأضاع آخر الفرص، وراهن على الزمن، ولم يسعفه في الإبقاء على الحالة الإرهابية أو الاستفادة منها وتوظيفها لمصلحة الأجندات التي رسمها، يجد نفسه أمام مطرقة الالتزامات التي قطعها للروسي وفق تفاهمات سوتشي وسندان الحالة الإرهابية، التي بالغ في الرهان عليها والتعويل على المناخ القائم لتنفيذ ما عجز عنه بالمراوغة والتسويف والتضليل. الفرق هنا لا يتوقف على مساحة الإنجازات العسكرية رغم أنها الأساس والجوهر، بل في جزء منه يحاكي الواقع السياسي ويملي خطابه ومفرداته وإيقاعه من خلال إنجازات الجيش العربي السوري، وينهي إلى غير رجعة الرهان على الإرهاب، من خلال إسقاط الخطوط بألوانها ونماذجها وتدرجاتها، حين يتعلق الأمر بالحسم انطلاقاً من القاعدة البديهية، أنّ ما عجزوا عنه بالإرهاب لن ينالوه بالتسويف ولا بالمراوغة، بما فيها التقوّلات الخاطئة التي سقطت عملياً أمام تقدم الجيش على تخوم خان شيخون وجوارها. إدلب ينطبق عليها ما ينطبق على سواها، وكان من المفيد أن تسهم السياسة في قسط منها، لكن حين تستعصي على السياسة فإن البدائل والخيارات الملحقة والمتصلة بكل ما يرتبط بها بما فيها نقاط المراقبة التركية التي كانت شاهداً على نمو الإرهاب وترعرعه، سيتم تحييدها، وصولاً إلى تصويب المسار.. منعاً للالتباس ووضع حدّ نهائي لترويج التقولات المرفقة بها والمقولات المغلوطة التي تورّمت على هوامشها. a.ka667@yahoo.com |
|