|
عين المجتمع إن قرار عودة احياء وتفعيل وحدات عمل الصناعة الريفية في جميع المحافظات لايخدم المجتمع الريفي وحسب وانما يعيد لذاكرته ذاك التراث وتلك القيمة الحرفية لصناعة السجاد اليدوي ،يوم كان الجميع يتسابق للفوز بسجادة وفق مواصفات كان هو من يحددها وتنجز له حسب الطلب. إن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة وإعادة إحيائها والمسماة سابقا بالوحدات الإرشادية هو بحد ذاته تنشيط لليد العاملة الريفية وامتصاص لقدرات النساء اللواتي يجدن ويبدعن في اتقان الحرف اليدوية المختلفة ،بعدما أثبتن وجودهن على خارطة العمل الأهلي والوظيفي بكل جدارة، مع قدرتهن على التصميم وإعطاء الأفضل مما يمتلكنه من قوة إرادة وحس فني ورغبة في العمل، لاسيما وأن الظروف أصبحت قاهرة بكل تفاصيلها وتحتاج إلى فرص عمل ومبادرات أهلية ومجتمعية ومؤسساتية. ان قرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعودة اربع وحدات صناعة ريفية للعمل في محافظة حماة وريفها وتزويدها بجميع مستلزمات العمل من أصواف ونولات وغيرها، هو اكثر من هام ضمن خارطة تمكين الأسر والنساء الريفيات بعد أن أضيف لهن أسر الشهداء والجرحى وفاقدو المعيل والفئات الأكثر فقرا التي فرضتها تداعيات حرب عدوانية مدمرة بكل التفاصيل. أهمية المشروع تكمن بضرورة الالتفات الى الريف الذي يعاني فقرا بالبنى التحتية الصناعية والإنتاجية إلى حد كبير..واذا ما أعيد النظر بإنجاز مشاريع إنتاجية تناسب الواقع وحجم السكان واليد العاملة وقوى العمل، فإن ذلك يعزز الاستقرار والأمان النفسي والاجتماعي ويطلق العمل الإنتاجي بقوة وسرعة في المشروعات المستحدثة والمتوقفة، مايساعد في تخفيف الأعباء والضغوطات الاقتصادية والمادية الى حد كبير، وهنا تكمن أهمية دور مديريات الشؤون الاجتماعية والعمل ومتابعتها في المحافظات من خلال التنسيق والتعاون مع الوزارة ومنظمات أخرى كالهلال الأحمر العربي السوري، وإقامة شراكات مع الجهات المعنية لإنجاز دورات مهنية تدريبية تستهدف الشرائح والفئات الراغبة من النساء وغيرها،بغية إحياء صناعة السجاد اليدوي بمواصفات غاية في الأهمية نظرا لوجود اليد الخبيرة والمميزة لاسيما في محافظة حماة وريفها،والاستفادة القصوى قدر الامكان من مهارات اليد العاملة السورية في صناعة السجاد اليدوي الذي بات مطلبا وذاكرة اجتماعية. |
|