تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرهان رقم واحد

الكنز
الاثنين19-8-2019
عامر ياغي

بالأمس تم قصّ الشريط الحريري إيذاناً بانطلاق الأعمال الإنشائية لإقامة محطة توليد كهربائية في محافظة اللاذقية بتوقيع شركة مبنا الإيرانية، وبالأمس أيضاً وبنكهة شركة بهارات الهندية عادت الأخيرة أدراجها لتحط رحالها من جديد

داخل محطة تشرين الحرارية بعد توقف تجاوز الثماني سنوات عزف خلالها الخبراء الأجانب من داخل الشركات الأم والفروع عن استكمال تنفيذ العقود المبرمة في سورية نتيجة الاستهداف المتكرر الذي تعرضت له على يد المجموعات الإرهابية الوهابية.‏

واليوم، ومع إصرار الدولة على متابعة السير في طريق الإعمار الذي بدأته منذ عقود، جنباً إلى جنب مع عملية إعادة الإعمار التي انطلقت منذ سنين وأشهر، تم إزاحة الستار (فور الانتهاء من التشطيبات واللمسات الأخيرة) عن مشروع التوسع الثاني لمحطة توليد الطاقة الكهربائية في منطقة دير علي بمحافظة ريف دمشق الذي حمل إمضاء أصحاب الزنود السُّمر الوطنية، ووضعه رسمياً في دائرة التشغيل التجريبي باستطاعة إجمالية وإضافية إلى منظومتنا الكهربائية تصل إلى 750 ميغاواط وبتكلفة تقديرية بلغت 670 مليون يورو، بالتوازي مع انطلاق مشروع التوسع الثالث الذي سجلت بدورها نسبة الأعمال المنجزة فيه 40 بالمئة.‏

هذا كله وغيره يؤكد بالدليل القاطع أن الرهان الأكبر (الرقم واحد) خلال المرحلة القادمة - مرحلة إعادة الإعمار - سيكون على كوادرنا الوطنية الذين كانوا وما زالوا العلامة الفارقة والمميزة في مختلف جبهات العمل وإنجاز - ضمن المهل الزمنية المحددة - ما كان بالأمس حكراً على الشركات المصنعة والمورِّدة وحتى المركِّبة والمشغِّلة منها، والوقوف في الصفوف الأمامية لا الخلفية كما كان عليه الحال قبل سنوات، جنباً إلى جنب مع الطواقم الفنية والتشغيلية والتقنية الأوروبية منها والآسيوية والشرق أوسطية، وهذا يحتاج اليوم وأكثر من أي مرحلة مضت إلى رسم خريطة طريق كاملة متكاملة لتعزيز القدرات الفنية ليس فقط للعاملين في محطة دير علي أو في قطاع الكهرباء، وإنما لجميع كوادرنا الفنية والتقنية ومن دون استثناء وتوفير متطلبات الصيانة محلياً، لأن ما تم تقديمه وطنياً من إنجازات وإعجازات لا يستحق رفع القبعة فحسب وإنما التدريس في أكبر الأكاديميات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية