تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سلطات الاحتلال تبدأ محاكمة الزميل عطا نجيب فرحات.. التمسك بالهوية والانتماء للوطن

الجولان في القلب
الاثنين 3/3/2008
اعداد : هناء دويري

بدأت أمس في الناصرة محاكمة الصحفي العربي السوري عطا نجيب فرحات المعتقل منذ أكثر من سبعة أشهر في سجون الاحتلال من قبل محكمة صهيونية بعد أن تم تمديد اعتقاله أكثر من مرة بطلب من سلطات الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت فرحات فجر 30/7/2007 حيث قامت قوات خاصة للاحتلال بتطويق منزله ودخل إليه أكثر من عشرين عنصراً وقاموا بتفتيشه بعد أن قلبوه رأساً على عقب ولم يسمحوا لأي شخص بالاقتراب حتى أخيه ووالدته.‏

وبعد ساعة من التفتيش الدقيق صادروا جهاز الكمبيوتر والتلفونات الخليوية والأرضية والطابعة والكاميرا الخاصة به وكيس أوراق وبعدها تم تكبيله برفقة شرطيين.‏

كانت والدته بانتظاره على أسفل الدرج حيث كانت ممنوعة من الاقتراب منه فقال لا تبكي يا أمي (لابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر فهذا مصير كل إنسان يعشق وطنه فأجابته بقلب الأم الذي ينكسر على هذا المنظر.. الله كبير يا أمي.. الله يحميك.. وارفع رأسك عالياً فأنت ابن الجولان السوري وحفيد للشهيدة غالية فرحات.‏

ورغم محاولات سلطات الاحتلال وإجراءاته بقي الزميل فرحات صلباً مؤكداً تمسكه بموقفه وهويته وانتمائه.‏

فقد حيا أسرى الجولان الأبطال في السجون الإسرائيلية وعلى رأسهم ( سيطان وعاصم وبشر وصدقي الذين دخلوا عامهم الثالث والعشرين في الأسر مناشداً المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية المعنية التدخل فوراً لإطلاق سراحهم أو على الأقل الضغط على السلطات الإسرائيلية لإيلاء الاهتمام بصحتهم التي تتدهور مع الايام نتيجة الظروف القاسية لسجنهم في نفحة في صحراء النقب.‏

ونقل صالح فرحات شقيق الزميل عطا عنه أثناء زيارته في سجنه ( الجلبوع) شمال فلسطين قوله: تحية الى أهلي وشعبي في سورية الحبيبة من تل كوجك (منطقة في أقصى شمال سورية) الى الجولان المحتل جنوباً تحية الى أسرانا الأبطال الذين قال عميدهم يوماً: ستصدأ قضبان السجن ولن تصدأ إرادتي)‏

وقال ذوو الزميل فرحات بعد لقائهم معه لأول مرة في سجن الجلبوع أنه كان مفعماً بالعنفوان واستعاد أكثر من مرة خلال اللقاء جملته المفضلة التي طالما رددها: ( إن الاعتقال لنا عادة والشهادة حب وعبادة) في محاولة منه لتخفيف ألم الزيارة عن زوجته وعائلته.‏

وأضافوا أكثر ما فوجئنا به عندما وقفنا مقابل عطا يفصلنا عنه لوح من الزجاج العازل تلك الابتسامه التي بدت على وجهه غير آبه بما قاساه ويقاسيه من ظروف الاعتقال فكان يشجعنا ويبعث فينا عزيمة جعلتنا غير آبهين لكل ما يحيط بنا من سجانين وسواهم وكأنه هو الزائر ونحن المسجونون وفي نهاية الزيارة حملنا تحياته وتحيات زملائه من أسرى الجولان في سجون الاحتلال الى وطننا سورية وقائدها المفدى الرئيس بشار الأسد.‏

ولد عطا نجيب فرحات في قرية بقعاتا بتاريخ 20/12/1972 لأربع أخوات وأخ واحد حيث تربى على عشق وطنه وارضه تعلم الابتدائية والاعدادية فيها ثم انتقل الى ثانوية مسعدة ليكمل دراسته الثانوية لكي يتعلم أي شيء من أجل وطنه الأم سورية.‏

وفي عام 1987 كان الشباب الجولاني يجهز لذكرى الجلاء السوري حيث رفعوا الأعلام السورية واللافتات وصوراً للرئيس الخالد حافظ الأسد حيث كان فرحات في هذا التجهيز ومن ضمن المتظاهرين وبعدها بيومين اعتقل عطا لأول مرة وكان عمره لا يتجاوز الخامسة عشر اعتقل وتعذب في سجون الاحتلال التي لا توصف وطرق تعذيبهم ثم أطلق سراحه حيث رجع ليكمل دراسته وهو مرفوع الرأس بين أبناء جيله لأن عطا كان تقريباً من أصغر السجناء السوريين في سجون الاحتلال وكان أيضاً حفيداً للشهيدة غالية فرحات أكمل دراسته الثانوية في المدرسة.‏

ومن بعدها قدم طلباً ليكمل دراسته في وطنه الأم سورية لكن دون جدوى ,تم رفض طلبه خمس سنوات وفرحات كان متشبثاً في هذا القرار لا يريد التعلم في دولة غير وطنه الأم سورية حيث في عام 1995 استلم الموافقة لتعليمه في وطنه الأم.‏

تعلم فرحات في جامعة دمشق الصحافة وأحب الموضوع لأنه مليء بالحرية وليعبر للعالم ويوصل له طريق التعذيب التي تقوم بها اسرائيل في الجولان المحتل وكم هذا الاحتلال يحمل من حقد على أبناء هذا الشعب حيث سرق آثاره ومياهه وأراضيه........الخ‏

وكان فرحات رئيس لجنة الطلبة الجولانيين لأربع سنوات متتالية في جامعة دمشق وعمل أيضاً في التلفزيون السوري ولكن عندما انتهى من تعليمه وهو عائد الى بيته الى الجولان المحتل بتاريخ 1/7/2002 اعتقله الاحتلال للمرة الثانية من النقطة الاسرائيلية دون ان يعلم أهله بالموضوع حيث صرخ بأعلى صوته أمي عندما رآها وهي تنتظر بفارغ الصبر على نقطة العبور وفور لفظه لهذه الكلمة انزلوا رأسه في السيارة لكي لايراه أحد ومن ثم نظرت إليه أمه وهو في سيارة الشرطة وصرخت بأعلى صوت لاتخاف يا عطا يا أمي وبدأت بالبكاء وقالت للنساء اللاتي ينتظرن أولادهن على هذا المعبر المصطنع زغردوا بأعلى صوت فهذا هو عطا الشرفاء الذين يدافعون عن أرضهم ووطنهم زغردن لقد اضيف اسير للائحة الاسرى بأعلى صوت فهذا هو عطا دائماً يرفع الرأس لبلده الجولان يرفع رأس سورية عالياً هكذا تربيت وترعرعت يا بني وهي تستمر في البكاء ومن هذه اللحظة اعتقل عطا وحكم عليه بالسجن 14 شهرا حيث أطلق سراحه بتاريخ 24/2/2003 وبعدها عاد الى الجولان لايزال متشبثا بأفكاره الوطنية التي كان يعلمها لاخوته وأهله ولمن حوله منذ الصغر وكان يقول لهم دائماً (المقاومة حتى التحرير).‏

ثم مارس فرحات حياته الطبيعية في العمل عمل في الزراعة وعمل كصحفي في رام الله وبعدها قرر فرحات بطريقة ليوصل للعالم كله وجه الحقيقة للجولان والمعاناة التي يتحملها هذا الشعب من الاحتلال وما هي طرق التهويد التي يقوم بها هذا المحتل الغاشم حيث قام ببناء موقع الكتروني ليوصل الحقيقة واسماه golantimes.com لأن هذا الاسم الذي سوف يعبر للعالم ويشدهم إليه وعدم التخلي عنه وقال فيه:نحن من تربينا على حب الوطن والوفاء لكل ذرة تراب من ترابه الغالي نحن أبناء الجولان السوري المحتل من تعطرنا بياسمين دمشق وشمخنا بشموخ الحرمون نحن من كان لدمشق مثل الجولان فضل علينا في تحصيلنا العلمي ووعينا الفكري والسياسي لنكون حصناً منيعاً يكمل مسيرة الآباء والاجداد في الصمود.‏

أخواتنا أهلنا رفاقنا زملاءنا‏

نحن اليوم جئناكم بحلة جولانية الملامح عربية الأصل سورية الانتماء جئنا ليس لنكون منافسين لأحد إنما لنكون صوتاً آخر يصدر من الجولان السوري المحتل ليسمع العالم أكثر وأكثر عما يجري داخل الجولان من انتهاكات يومية بحق الأرض والانسان.‏

وبدأ العمل في هذا الموقع وعمل كصحفي للتلفزيون العربي السوري ولجريدة الوطن السورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية