تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وتستمر المجازرفي غزة هاشم .. .. إبادة بمباركة أميركية

شؤون سياسية
الاثنين 3/3/2008
ديب علي حسن

غزة هاشم أم نخلة هاشم كيفما كانت التسمية ومن أينما أتت فهي راسخة في الأصالة العربية ,هي أرض عربية ورمل عطر بدماء الشهداء منذ أكثر من نصف قرن غزة الزمان والمكان

يغرقانها منذ أن بدأت عصابات الصهاينة ترتكب المجازر على أرض فلسطين نصف قرن ونيف والشعب العربي يقاوم بالجسد والعين ألة الموت ولم يعد الموت المرتكب بحق شعبنا لونا واحدا بل صار ألوانا وحقدا تاريخيا انتظر اللحظة المناسبة في غفلة .وغيبوبة هم صنعوها وتصدوا لها وهاهم الآن ينفثون أحقادهم بأمر امريكي وبتوق اسرائيلي وبصمت دولي أقل ما يقال فيه إنه مريب .‏

غزة تمناها أحد قادتهم لو أنه يستيقظ ليراها وقد غرقت في البحر,حاولوا إغراقها ساعة لكنهم لم يفلحوا قدمت الشهيد تلو الشهيد, وفي القراءة لما يجري تتضح المعالم الأساسية فيما يذهب إليه الإسرائيليون والأمريكيون فالأمريكيون ليس من باب المصادفة أنهم عندما شنوا عدوانهم على العراق أطلقوا للعالم أحدث قنابلهم المسماة موآب وهي تسمية توراتية تعني الكثير لدى المحافظين الجدد, وحين لم يفلحوا فيما أقدموا عليه في العراق وبدت ديمقراطيتهم على حقيقتها : أشلاء ,قتلا ,تهجيرا تقسيما بعد هذا كله يعودون إلى المخطط الاحتياطي الثاني,الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به رايس حين بدأت اسرائيل عدوانها على لبنان وإذا بالسحر أيضا ينقلب على الساحر .‏

في التوقيت والأهداف ?‏

لا تنتظر اسرائيل وقتا معينا لتنقض وتمارس وحشيتها فهي دائمة العدوان في سجلها الإجرامي في كل بيت جريمة وثمة موسوعات أحصت هذه المجازر وهي تزداد يوما بعد يوم ,ولكنها أرادت أن تقول قبيل انعقاد القمة العربية : هذا ردنا على مبادرتكم للسلام وكانت قد فعلت ذلك منذ قمة بيروت,الرسائل إذا واضحة تحد للحكومات العربية وغطرسة بتأييد امريكي وصمت دولي واختراق فاضح للقانون الدولي بل إنهم كانوا يقولون إن القانون الدولي لا يساوي الورق الذي كتب عليه ,بمعنى آخر القانون الدولي هو ما يفرض على العرب وليس ما تخترقه اسرائيل وهذا يعني تأكيداً جديداً إن اسرائيل تريد أن تقول إنها فوق القانون الدولي .وفي التوقيت أيضا نجد أن الامريكيين أرادوا جر المنطقة إلى صراع يبدأ ولا ينتهي فالمدمرة كول لم تأت للنزهة بل جاءت لتقول إنها رسالة إلى قوى الممانعة وهذا يستدعي من الطرف الاخر الذي جاءت لدعمه أن يذهب بعيدا في آماله وأحلامه غزه تستباح والمقاومة وقوى الممانعه تحاصر لكن دورس التاريخ غابت عنهم وهو تاريخ قريب حين عادت أساطيلهم مندحرة وفي الأهداف أيضاً هذاالخزان الديموغرافي الذي يشكل قوة حقيقيه عصيه على الأخذ لا بد من ترويعه وتشتيته بل وان أمكن تهجيره , وما القصف العشوائي الذي يأتيها أرضاً وجواً وبحراً وحصاراً ويحصد الأطفال والأمهات إلا دليل على ذلك وهذا ماعبرت عنه ذات يوم غولدمائير عندما قالت : أشعر بالرعب كل صباح عندما يولد طفل فلسطيني .‏

وإذا ماتم لهم تحقيق هذا الهدف فإنهم سيتجهون الى اكمال مخططهم بتهجير عرب الداخل ومن ثم تهويد الأقصى , وبهذا تكون الكارثة قد تحققت ومن ثم تأتي المرحلة التالية في ا لحديث عن حق العودة ومن ثم المقايضة عليه ربما باعادة بعض من يهجرون من غزه او عرب الداخل الى ديارهم .‏

وفي الأهداف أيضا غسل عار الهزيمة التي منيت بها في حرب تموز وقد ذهب الأمريكيون الى اتخاذ الخطوات التكتيكية والاستراتيجية التي تهيىء الظروف لتحقيق هذا الأمل فالمجتمع الدولي صامت او متواطىء والعرب أكثر من صامتين وبقي الشعب العربي الفلسطيني وحده في مواجهة العدوان وربما لن تمر أيام حتى تبدأ اسرائيل باستخدام أكثر اسلحتها فتكاً على الرغم من حداثة ماتستخدمه فالمحرقة التي يعد بها قادة الإرهاب الإسرائيلي هي حقد تاريخي وجد لحظته المناسبة وهم الذين استثمروا الهولوكوست ليبتزوا العالم كله وإذا بهم لا يأتون بجديد حين يتحدثون عن محرقة وانما ينطلقون الى تعابير ومصطلحات أكثر مطابقة وتعبيرا عما يقومون به وفي الأهداف رسائل الى قوى المقاومة في ا لعالم كله إن هذا العصر هو عصر الشرطي الأمريكي وربيبته اسرائيل , ومن هنا تتجلى أهمية التحرك الشعبي العربي والاسلامي بل والعالمي لفضح هذا العدوان ولوضع حد لهمجيته ولكن هل ثمة ضمير عالمي يسمع ?! هل ثمة أمم متحدة تعلن مواقف صارمة وتقف مطولاً عند تطور الجديد في أدوات العدوان ( المحرقة) ?!‏

وربما نحن بانتظار غودو ولا يبقى الا اللحم المنتصر على سيفه وجلاده .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية