|
شؤون سياسية الذين يسقطون في كل ساعة وكل دقيقة, ليس مستغرباً, فهذه هي النازية الصهيونية المعاصرة بكل مكوناتها الفكرية والسياسية, التي تستقي الأساليب الفاشية نفسها التي مورست ضد الشعوب, بل وفاقت أساليب إسرائيل الصهيونية, أساليب النازية, فليس لدى مجرمي العصر الصهاينة أي اعتبار لأي قيم إنسانية فالأطفال الرضع الفلسطينيون , باتوا كما كانوا دائماً, بعرفها مشاريع إرهابيين يجب قتلهم قبل أن يكبروا ويطالبوا بحقوقهم التي نزعت منهم بالقوة وسفك الدماء قبل ستين عاماً, فالجريمة الإسرائيلية التي ترتكب اليوم في غزة الجريمة, وكل الجرائم التي سبقتها, ضحاياها دائماً الفلسطينيون, بيدأن الجريمة المضافة إلى جرائم إسرائيل هي جريمة هذا الصمت المرعب, الذي يلف المجتمع الدولي, والإدانات الخجولة من الدول العربية. فهذا التصعيد الوحشي غير المتوازن عسكرياً ضد أبناء غزة هو امتداد لسلوك إسرائيل الإجرامي الذي يجري بذريعة واهية وكاذبة اطلاق الصواريخ البدائية على مستعمرات إسرائيلية, هي بالأساس قوى محتلة للوطن الفلسطيني,وهو ترجمة على الأرض لاعتبار غزة بالعرف الإسرائيلي والأميركي, وبتحريض مقصود كان أو غير مقصود, بأنه كيان معاد ويحتضن الإرهابيين, ولذلك يجب خنقه وتقتيل أبنائه بصورة همجية يومية, ومن لايقتل بالرصاص يقتل بالجوع ونقص الدواء وتراجع القدرة على اسعاف الجرحى بسبب فقدان الوقود, أليس كل ذلك استخفافاً غير مسبوق بكل الاعراف والمعايير الإنسانية, ونحن لانطالب إسرائيل بالالتزام بهذه المعايير, لأنها أصلا فاقدة لها, وتدوس عليها بأقدامها العسكرية, ولكننا نطالب العرب والمجتمع الدولي بإرغام إسرائيل الالتزام به, رغم قناعتنا ومعرفتنا بأن هذه المعايير مغيبة اليوم حتى في تلك المؤسسات التي أنشئت أصلاً من أجل السهر عليه, ولكنها باتت اليوم عاجزة والأكثر أنها أداة لخرق هذه المعايير. بفعل هيمنة الراعي الأول للإرهاب العالمي الولايات المتحدة, هذا الإرهابي الذي غابت في ظل هيمنته, القيم والمعايير الإنسانية والقانونية والشرعية, وهو يشعر بأنه لا أحد قادراً على ردعه ووضع حد لهمجيته, ولكنه يرتكب في ذلك الخطأ القاتل, والشعوب لن تغفر عاجلاً أم آجلاً لمر تكبي المذابح بحق الشعوب الآمنة, فإسرائيل المجرمة ماكانت لتتجرأ أن تفعل ماتفعله من مجازر يومية ضد غزة لولا الدعم المطلق من قبل إدارة بوش المجرمة, وبوش لم يخف ذلك, وهو الذي كان وبكل صفاقته قد أكد خلال وجوده في الأرض العربية, عندما زارها مؤخراً, بأن أمن إسرائيل, يحتل أولويات سياسته, وهو الذي طالب بوضع حد لكل ما من شأنه أن يعكر صفو إسرائيل وأمنها. وسيدعم كل الإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة, أن دعوة بوش لضرب المقاومة الفلسطينية التي يطلق عليها (الإرهاب) هي التي شجعت القتلة الصهاينة على هذا التصعيد الخطير للأساليب الدموية التي تنتهجها دويلة الكيان الصهيوني كيان الاحتلال مع الشعب الفلسطيني. إذاً وهكذا بدأت إسرائيل بتطبيق ماوعدت به من إبادة جماعية لشعب غزة بأسره, التي قال عنها يوماً قادة هذا الكيان بأنهم يتمنون أن يبتلع البحر هذا القطاع, وأن يختفي من الوجود. والمهزلة التي يرددها البعض أن إسرائيل يمكن أن توقف حربها الشاملة ضد غزة, إذا أوقف الفلسطينيون صواريخهم الموجهة إلى المستوطنات الإسرائيلية, ولكن لا أحد يسأل الإسرائيليين عن مئات الصواريخ الإسرائيلية وقذائف الدبابات التي تنهال على المدنيين الأبرياء, على المنازل ومدارس الأطفال والمؤسسات بأعداد تفوق مئات ا لأضعاف مايقذفه الفلسطينيون على مستعمرة سديروت!. والمؤلم أن الحكومات العربية وأمام هذه الكارثة التي يتعرض لها شعب غزة المناضل الصبور المجاهد, لم تفعل حتى الآن سوى الدعوة لاجتماع لمناقشة الوضع في غزة, ولم نستغرب أن يقف مجلس الأمن الدولي عاجزاً حتى عن إدانة جرائم إسرائيل في غزة بفعل الفيتو الأميركي, ولم يعبر الأمين العام للأمم المتحدة إلا عن قلقه عما يجري في غزة, وكأن مشاهد دماء الأطفال التي تسفك في غزة لن تحرك أي ضمير عالمي?!. |
|