تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ميدفيدف الأقرب إلى الكرملين

نوفوستي
ترجمة
الاثنين 3/3/2008
ترجمة: د. ابراهيم زعير

يعتبر المراقبون الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية, من أكثر الحملات الأقل إثارة في تاريخ روسيا الحديث.

وبات واضحاً أن من يشارك في هذه الحملة, عدد قليل من المرشحين, اقتصر على أربعة وهم زعيم الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية غينادي زيوغانوف,‏

وزعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي, أما المرشح الثالث, فهو زعيم الحزب الديمقراطي, فمشاركته في الانتخابات ماكانت لتكون لولا وجود التكنولوجيين السياسيين الذين رأوا أنه لاضير من أن يكون من بين المرشحين مشارك يدافع ظاهرياً عن العقيدة الديمقراطية ولايضر بالسلطة الحالية.‏

وفي الظروف الحالية يبدو أن فوز النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف الذي رشحه الرئيس فلاديمير بوتين خلفاً له لاشك فيه من أحد, ومن المتوقع أن ميدفيديف سيفوز في الدور الأول من الانتخابات وبفارق ليس بقليل مع المرشحين الآخرين.‏

والملاحظ أن المجتمع الروسي في غالبيته, يريد ويرغب في حدوث تغيرات, ولكنه يريد أن يحدث هذه التغييرات بشكل سلس, وألا تؤدي إلى انخفاض كبير في المستوى المعيشي للمواطنين, كما حدث في التسعينيات من القرن الماضي, وألا يترافق مع نمو التوترات السياسية في البلاد و تكون لها نتائج خطيرة, و مرشح الرئيس بوتين ميدفيديف مهيأ لمعالجة هذه التوقعات, فهو يمثل المجموعة الحاكمة, وبالتالي لن يحاول إحداث تغييرات حادة جداً, وتبين خطابات ميدفيدف على أنه يريد أن يجري تغييرات في تلك القطاعات من حياة المجتمع, تنتظرها شرائح واسعة من المجتمع الروسي, وهذه القطاعات هي القطاع الاجتماعي حيث تزداد الهوة بين الفقراء والأغنياء في حين مازالت فرص حصول الجماهير الواسعة على تعليم جيد وعناية طبية قليلة, وكان ميدفيدف قد طرح فكرة محاربة (الموقف السلبي من القانون) خلال حملته الانتخابية, ولم يكن ذلك مصادفة, لأن حملته الانتخابية ترتبط في مخيلة أكثر سكان البلاد بالتغييرات الإيجابية, وليس لدى السكان رغبة في المواجهات والنقاشات الحادة بل انتخابات صريحة وشفافة, وبهذا بالذات تختلف الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية عن الانتخابات النيابية في كانون الثاني عام .2007‏

لقد عانى حزب (روسيا الموحدة) من نقص في الإيجابيات بعد ارتفاع معدل التضخم, ولهذا شهدت نهاية الحملة مواجهات كلامية خشنة وحادة ذكرت الرأي العام بأحداث التسعينيات, حيث اتهم هؤلاء في الإعداد ل ( انتقام الأوليغارشيين) (الطغم المالية) الكبرى المعروفة والتي وجه ضربة لقسم منها, واتهام بخدمة المصالح الأميركية, المتفقة مع مصالح الأوليغار شيين بينما اليوم لا أحد يدخل في مشادة مع الآخر, ويتكون انطباع بأن كلاً من المشاركين مشغول بدوره الخاص وبرامجه وطموحاته, لإرضاء قطاعات واسعة من الجمهور.‏

في الحقيقة إن أكثر المسائل أهمية اليوم تكمن في قدرة ميدفيدف أوغيره من المرشحين بأن يقنع الجمهور بأنه يشكل فريقاً بإمكانه تنفيذ ماتنتظره منه الطبقات الواسعة من السكان.‏

غير أن هذا الموضوع يعتمد بالنسبة لميدفيديف بشكل كبير على مايجري وراء الكواليس, وعلى نتائج المواجهات غير الرسمية على المناصب في جهاز الدولة ومراقبة أكثر القطاعات ربحاً في الاقتصاد الوطني التي تجريها فيما بينها مجموعات المصالح من مقربي الرئيس, أما نتيجتها فلاتبدو واضحة حتى الآن, كما أن بوتين وكما يفهم من كلمته في الاجتماع الموسع لمجلس الدولة,فإنه ينوي لعب دور فعال في السياسة وفي تشكيل وتنفيذ الأولويات التي يعتبرها الرأي العام أساسية, أما كيف ستؤثر جميع هذه الأولويات والنتائج على نهج صاحب الكرملين الجديد, فهذا من الصعب معرفته بدقة قبل الانتخابات الرئاسية, ويمكن أن يبرر الرئيس القادم وعوده الانتخابية ومصداقية برنامجه, فقط بعد جلوسه على كرسي زعامة الكرملين!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية