تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ندوة كاتب وموقف: كوليت خوري: من لا يعرف الحب لا يعرف السياسة

شؤون ثقا فية
الاثنين 3/3/2008
لما المسالمة

لست مع الأدب المكشوف ولست ضده, أنا مع الادب الذي يشبهني, عاطفية بطبعي ولكني أخجل من الامور المكشوفة, ا لحب هو أمر سام ومن لا يفهم الحب لا يمكن ان يفهم السياسة,

هذه هي كوليت خوري عندما استضافتها ندوة كاتب وموقف بادارة عبد الرحمن حلبي في ثقافي ابي ر مانة الثلاثاء الماضي, لم تعد تفرق في هذه الندوة بين الحب الذي حمله الحضور لكوليت وجاء يستمع لها اكثر مما يحاورها وبين الحب الذي يملأ قلبها لمدينة الياسمين دمشق.‏

بدأت الندوة بالحب وسؤال عن موقف الاديبة كوليت في الحب وتدرجاته فجاء جوابها: يجب ان نبدأ بالحب وننتهي به, والرجل الذي لا يفهم في الحب لا يمكن ان يفهم في السياسة فالحب شيء مهم وهو أمر سام وأنا أديبة عاطفية وبطبعي خجولة وأخجل من الأمور المكشوفة.‏

والحب حالة مرضية يمر بها الانسان وهو إما ان يتحول الى صداقة وتفاهم أو كراهية وكل حب ليس له نهاية فهو ليس حباً.‏

وفي سؤال عن المستقبل في روايات كوليت تقول:‏

وكيف نفهم ان الماضي ضد المستقبل وخاصة ان هناك من يقول من لا ماضي له لا حاضر له فالانسان يجب ان تكون له عينان اضافيتان غير التي يملك , فما يملك الآن هما للدموع ونحن بحاجة لعينين نرى بهما المستقبل, وانا أحب المستقبل دائما وأبحث عن الغد, كنت في الماضي اعتقد ان الابداع هو وحده المستقبل لكنني الآن مع العودة الى الماضي لأن التاريخ يعيد نفسه ( لو يعود الزمن بي الى الوراء لكتبت الرواية التاريخية).‏

لم أكن أميز بين الماضي والذكريات لكنني اكتشفت ان الماضي هو تاريخ أمة وتاريخ شعب.‏

أما عن الاغتراب الذي تشعر فيه الاديبة كوليت في بيتها فتقول:‏

منذ زمن بعيد وأنا أشعر بالاغتراب لكن هذا الشعور بدأ يتراجع بعد ان بدأت الامور تعود الى نصابها .‏

في ظل الحروب هل ما زالت كوليت متفائلة بالحب وماذا عن دمشق عاصمة الثقافة العربية هل سيكون بيتا للياسمين لكل العرب?‏

التفاؤل لا يفارقني وأنا متفائلة جدا بسورية ولولا الأمل لمات الناس فإذا لم اتفاءل فلماذا أعيش ودمشق تحب ان تبقى بيتاً للياسمين.‏

نلمح ظلالا لعدد من الشعراء : نزار قباني -كمال ناصر- عبد السلام العجيلي وعمر ابو ريشة .. كيف نستوضح الظلال لهؤلاء الشعراء.‏

هؤلاء عالم قائم بذاته وكيف لا تجد ظلالهم عندي وهم اصدقائي وأحبائي من سار في درب العلا لا بد ان يموت كل يوم لتوهب الحياة له فمن وجد طريق دمشق وجد طريق الحق والوحدة الوطنية التي تميزت بها دمشق هي التي استطاعت ان ترد عنها كل عدوان فكلما صعدت الى جبل قاسيون بدت لي دمشق جوهرة الوطن سورية.‏

وأوضحت الاديبة كوليت عن سبب تسمية دمشق بالشام تميزا لها عن مدينة اسمها دمشق العرب وهي غرناطة.‏

وفي مداخلة للدكتورة ناديا خوست قالت: كوليت عبرت عن حب كبير لمدينتها وعبرت عن وجع راهن وتميزت بالشهامة, كوليت ذات الآفاق تقطف من هنا نجمة ومن هناك نجمة وجرأتها تنبع من الحب فهي انسانة الحاضر والمستقبل ومغرقة في القدم .‏

وفي سؤال عن الدراما السورية وخاصة مسلسل باب الحارة:‏

قالت السيدة كوليت :‏

خطت الدراما السورية خطوات عظيمة لكن باب الحارة ليس دمشق لأنهم حصروه في حارة واحدة وتناسى المسلسل الزعماء الوطنيين الكبار الذين حرروا سورية من الاحتلال الفرنسي.‏

أما عن أدب الشباب وهل خافت كوليت ان يسرق أحد الضوء منها أو أنها اقتربت من أحد فخاف أن تأخذ الاضواء فأجابت:‏

نعتز بأدب الشباب وأنا أشجعه ولكني لم أخف يوما ان تسرق الاضواء مني أو اخطفها من أحد فلا اعتقد أن هناك من يسرق الضوء من أحد.‏

وسأل الحضور عن الكتاب ومشروع توثيق فارس الخوري وكوليت الخوري أفلام وثائقية?‏

وبالنسبة لتوثيق فارس الخوري وكوليت الخوري فالوطن هو من يؤرخ ويوثق لابنائه ولست دولة لأقوم بانتاج الافلام ولو أصبحت رئيسة للوزارة لن اصنع فيلما عني .‏

وكما ابتدأت ندوة كاتب وموقف بالحب والعطاء اختتمتها السيدة كوليت خوري مستشارة السيد الرئيس للشؤون الادبية بالحب وبقراءات شعرية مما كتبت لجمهور كان متعطشا منذ البداية ليسمع كوليت ويرغب ألا تنتهي الندوة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية