تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تقويم الأصول المعنوية للشركات يدفع للاهتمام بها .. قطاع الأعمال يرفع وتيرة تسجيل وحماية العلامات التجارية

دمشق
اقتصاديات
الاثنين 3/3/2008
أحمد العمار

يدفع تنامي الأهمية السوقية للعلامات التجارية الى جانب ازدياد حالات الغش والتزوير من قبل بعض الشركات والمؤسسات الصغيرة لعلامات عائدة لشركات كبيرة ومشهورة اضافة لاعتبار العلامة اصلاً من اصول الشركة غير الملموسة (المعنوية) والتي تدخل في تقويم أصول الشركة واحتساب قيمتها يدفع ذلك كله الى إيلاء الشركات مزيداً من الاهتمام بعلاماتها عبر الحرص على تسجيلها واقامة الدعاوى على من يحاول تقليدها كلياً أو جزئياً.

ويشير مدير حماية الملكية في وزارة الاقتصاد والتجارة محمد العبد الله الى ازدياد الطلب على تسجيل العلامات والرسوم والنماذج لديهم خلال السنوات الاخيرة بشكل ملحوظ اذ تم خلال الشهر الأخير من العام الفائت فقط تسجيل 72 علامة علماً أن الرقم الاجمالي وصل حتى هذا التاريخ الى 5446علامة,وعدد البراءات الممنوحة 5 من اجمالي 60 براءة والعلامات المجددة 16 من اجمالي 1297 علامة والنماذج والرسوم المسجلة 3 من اجمالي 229 نموذجاً والمجددة 4 من اجمالي 239 نموذجاً.‏

والى جانب تزايد الاهتمام بالعلامات التجارية فإن ثمة ملحوظة أخرى جديرة بالاهتمام وهي ظهور ما يمكن تسميته ثقافة احترام هذه العلامات واعتبار ان حالات الغش والتقليد غير شرعية وندلل على ذلك عبر انخفاض مثل هذه الحالات فحسب العبد الله انخفض عدد شكاوى تقليد العلامات التجارية بشكل واضح اذ سجل العام الفائت 164 حالة تقليد علامة تجارية فقط مقابل 232 لعام .2006‏

وتدنت شكاوى تقليد براءة الاختراع من 35 حالة 2006 الى 5 حالات فقط لعام 2007 فيما ارتفعت شكاوى تقليدالرسم أو النموذج الصناعي من 10 حالات 2006 الى 31 حالة 2007 وفي المجمل فإن العدد الاجمالي للضبوط المنظمة زاد زيادة طفيفة ليصل الى 366 ضبطاً عام 2007 مقابل 333 ضبطاً عام .2006‏

ومؤخراً أثيرت نقاشات كثيرة في أروقة الشركات المساهمة حول تقويم العلامة التجارية عند طرح أسهمها للاكتتاب العام وتفاوتت الآراء حول هذا الموضوع تفاوتاً بينياً خصوصاً بعدما قامت بعض الشركات بتقويم علاماتها بأرقام اعتبرها بعض المراقبين فلكياً مشيراً إلى أن المبالغة في ذلك من شأنه أن يوقع المستثمر الذي يشتري السهم فريسة هذا التقويم غير الدقيق وحجتهم في ذلك أن شركاتنا حديثة العهد في اقتصاد السوق وبالتالي هي لم تصل الى مرحلة تبيع منتجاتها وخدماتها على أساس قوة وشهرة علاماتها التجارية بل على أساس آلية السوق والمنافسة القائمين على العرض والطلب في المقام الأول.‏

في الوقت نفسه فإن فريقاً آخر يرى أن لامشكلة في تقويم العلامات التجارية طالما وجدت الشركة المالكة مشترين لها ويمثل هذا الاتجاه الخبير في الأسواق المالية الدكتور أسامة الأنصاري والذي يرى أن الشركة حرة في تقدير قيمة علاماتها وطرحها بمبلغ تعتقد أنه عادل ولكن لا أحد يجبر المستثمر على شراء أسهم هذه الشركة,عندما يشتري فهذا يعني أنه اشترى عن قناعة وبعد دراسته وهذا هو العنصر الأهم في المسألة.‏

ويشدد الأنصاري على أهمية أن تعلن الشركات بكل افصاح وشفافية عن كل ما يتعلق بالعلامات الخاصة بها قبل طرح أسهمها للاكتتاب العام وإن لم تفصح فإن ذلك معناه وقوع الغبن على المستمر والتحايل عليه وهو أمر غير جائز اطلاقاً.ومها يكن من أمر فإن تجارنا وصناعيين أخذوا يدركون الأهمية الكبيرة للعلامات التجارية كلما ازداد الانفتاح على الأسواق كلما زاد الاحتكاك مع الشركات العربية والعالمية والوطأة ستكون أشد كلما أبحرت منتجاتنا خارج الحدود وهنا تأتي أهمية خدمة العلامة التجارية وتعزيزها في أذهان العملاء المستهكلين خصوصاً في تلك الأسواق التي دخلتها هذه المنتجات حديثاً,فهل يكون موضوع العلامات التجارية محل تركيز واهتمام وعناية رجال الأعمال السوريين بعد أن عرفوا أنه أصلاً لايقل عن بقية أًصول الشركة وموجوداتها ان لم يزد عليها جميعاً?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية