|
حدث وتعليق وإسرائيل لم تخف طابع هذه الجريمة وتصميمها على تنفيذها , فكان انموذجها البشع بقتل أكثر من ستين فلسطينياً بينهم رضع ونساء وشيوخ وجرح قرابة المئتين في يوم واحد وتنفيذاً لوعد نائب وزير الحرب الصهيوني للفلسطينيين بالمحرقة التي لا تبقي شيئاً من أشكال الحياة إلا وتميته. ويحدث هذا المشهد الدموي الرهيب وسط صمت عربي مطبق وتواطؤ أميركي غربي مكشوف تجلى في تحريك أساطيل القوة البحرية الأميركية تجاه لبنان, ليشكل هذا الصمت وهذا التواطؤ وهذا العدوان المفتوح فصولاً متكاملة لمؤامرة دولية كبرى تقودها أميركا ,وتهدف فيما تهدف إلى خلق تطورات دراماتيكية في المنطقة تهيئ الأجواء أمام تمرير التسوية بالشروط الاسرائيلية على خلفية تصفية القضية الفلسطينية, انطلاقاً من ضرب غزة بوصفها معقل المقاومة الفلسطينية المستعصي على كل حل تسعى إلى فرضه وتسويقه إدارة بوش وحكومة أولمرت تعويضاً عن فشل السياسة الأميركية في الشرق الاوسط , وهزيمة إسرائيل في حرب تموز 2006 في لبنان . أميركا تدعم إسرائيل على المكشوف , وإسرائيل تشن حربها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة على المكشوف لتركيعه وفي حال لم يركع, يتم تعريضه للإبادة الجماعية, فيما يغيب الضمير العالمي من هذه الجريمة البشعة بحق الانسانية, وتفهم إسرائيل هذا الموقف غير المألوف من العرب والمجتمع الدولي على أنه تشجيع لها على حربها المفتوحة لإنهاء الصراع العربي - الصهيوني بالشكل الذي ترغب به هي وحليفها الأميركي. لكن ما غاب عن أذهان أطراف هذه المؤامرة هو أنهم لن يكسبوا من مؤامراتهم إلا سخط الشعوب وكراهيتها لهم ولسياساتهم ومواقفهم, وأن مؤامراتهم لن تنجح وستولد المزيد من غضب الشعوب ومقاومتها وممانعتها تماماً كما حدث في مواجهة الحرب الأميركية الظالمة على العراق والحرب الاسرائيلية الجائرة على لبنان, ومن يقرأ تاريخ النضال الفلسطيني العنيد ضد المشروع الصهيوني يدرك حقيقة أن مصير المؤامرة الراهنة لن يكون بأفضل من مصير كل المؤامرات الكبرى التي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية وطمس الحقوق العربية خدمة لاسرائيل وسياسة الهيمنة الاميركية , وإن غداً لناظره قريب. |
|