|
منوعات
بدءا من النصف الثاني للقرن الثامن عشر، في عهد كاترينا العظيمة ، غالبا ما كانت هذه المدينة تسمى «بالميرا الشمال».. قصة الملكة التدمرية زنوبيا سِبتيميا، الجبارة، الحازمة، المستنيرة، استولدت في الأذهان تماثلا مع حكم يكاتيرينا الباهر. وتدمر القديمة، نفسها، المزهوة بثرائها وآثارها المعمارية، صارت، بذلك «الأخت» العريقة لعاصمة الإمبراطورية الروسية. لعب العلماء الروس دورا كبيرا في دراسة تراث سورية الثقافي- التاريخي. وأحد التوصيفات الأولى لتدمر، يعود للكاتبة والرحالة، الأميرة ليديا الكسندروفنا باشكوفا. في العام 1882 عثر الرحالة والمستشرق الروسي، الأمير سيميون أبامبيك-لازاريف، في حفريات تدمر، على لوحة من المرمر تحمل نصا باللغتين الإغريقية والآرامية، يتضمن تعرفة جمركية من العام 137 قبل الميلاد. وفيما بعد لعبت هذه اللوحة (محفوظة الآن في متحف ارميتاج) دورا هائلا في دراسة اللغة الآرامية. وفي العام 1984، وبخلاصة التنقيبات، أصدر آبامبيك-لازاريف كتابا بعنوان «بالميرا». وبعد مئة عام نشر العالم البطرسبورغي إ. ش. شيفمان، بحثا عن هذا الأثر وترجمة له. كما أن مؤرخ الفنون، وعالم الآثار الروسي المعروف، بوريس فارماكوفسكي، أسهم إسهاما وازنا في دراسة تدمر. في العام 2001 تسنى لي أن أشارك في باريس، بتنظيم معرض ضخم وجميل جدا، تحت عنوان : “Moi, Zénobie reine de Palmyre” (أنا، زنوبيا ملكة تدمر). وأثناء حفل افتتاح المعرض استغرقت في حديث مع سوري مسن أدهشني بسعة اطلاعه. والآن، بتُّ على علم أن ذاك الرجل كان الدكتور خالد الأسعد، المدير العام للآثار والمتاحف في تدمر. |
|